أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن أول أمس الخميس أن قادة الجيش المصري «أكدوا له مجددا» أنهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين, قبل ساعات من تظاهرة ضخمة جديدة جرت أمس في مصر بعد صلاة الجمعة. وأكد مولن في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس الجمعة أنه يعمل لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الجيش المصري الذي يعد لاعبا أساسيا في هذه الأزمة, وعبر عن أمله في إنهاء العنف في الشوارع. وقال مولن في برنامج «ديلي شو ويذ جون ستيوارت» انه «في المحادثات التي أجريتها مع قيادتهم العسكرية أكدوا لي أنهم لا ينوون إطلاق النار على شعبهم». وأضاف أن الجيش المصري «اتخذ خطوات لمحاولة تطويق العنف». وأشاد مولن الذي اتصل هاتفيا بنظيره المصري الفريق سامي عنان, بالقوات المسلحة المصرية التي عبر المسؤولون الأميركيون عن أملهم في أن تلعب دورا بناء في تحريك الإصلاح الديموقراطي في البلاد. وقال مولن إن «سمعتهم ممتازة لدى الشعب. وان سئل عمن يدعم, فسوف يقول الجيش انه الشعب المصري». وجرت صدامات عنيفة في ميدان التحرير بوسط القاهرة الأربعاء والخميس الماضيين بين مؤيدي نظام الرئيس حسني مبارك ومعارضيه أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وأكثر من 836 جريحا. ودعا المحتجون المصريون إلى تظاهرات حاشدة جديدة الجمعة أطلقوا عليها اسم «جمعة الرحيل» بهدف تحقيق مطلبهم بإسقاط مبارك, وذلك بعد أسبوع من «جمعة الغضب». وأوضح مولن أيضا أنه أجرى اتصالات مع قادة عسكريين في دول أخرى في المنطقة في وقت يبدو أن الاضطرابات الشعبية تنتقل من بلد لآخر. وقال «إنهم قلقون بشأن ما ستفضي إليه ومدى إمكانية انتقالها». وأكد القائد العسكري الأميركي أن الجيش الأميركي مستعد «لأي رد أو دعم» خلال الأزمة. وفي وقت لاحق أوضح الناطق باسم مولن انه كان يشير إلى إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لعملية إجلاء واسعة للرعايا الأميركيين إذا قررت وزارة الخارجية الأميركية ذلك. وقال الكابتن جون كيربي في رسالة الكترونية «كان يشير فقط إلى أي رد أو دعم قد تطلبه منا وزارة الخارجية الأميركية للمساعدة في عمليات إجلاء أو غيرها». وردا على سؤال عما إذا كان الجيش الأميركي يمكن أن يتدخل لحماية المحتجين المصريين, قال مولن «أعتقد أن الأمر متعلق بالشعب المصري وقيادته بما فيها الجيش». وتابع أن واشنطن لديها علاقات عسكرية مهمة وطويلة مع مصر, مشيرا إلى أن ضباطا مصريين جاؤوا إلى الولاياتالمتحدة للتدرب والدراسة «بالمئات أن لم يكن بالآلاف». وأضاف أن «أحد أهدافي الرئيسية الآن هو التأكد من بقاء خطوط الاتصال مفتوحة. تحدثت إلى نظيري (المصري) مرتين». وكان الأميرال مولن أعلن الأربعاء الماضي «ثقته» في الجيش المصري لضمان امن البلاد وقناة السويس اثر مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان. وقال مبارك الخميس لشبكة ايه بي سي التلفزيونية الأميركية انه يود مغادرة السلطة لكنه يخشى أن تنتشر «الفوضى» عندئذ في البلاد. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ودبلوماسيين عرب أن الولاياتالمتحدة بحثت مع مسؤولين مصريين في استقالة مبارك فورا ونقل السلطة الى حكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان. وكتبت نيويورك تايمز أن الهدف من قيام حكومة انتقالية برئاسة سليمان هو الحصول على دعم الجيش المصري.