الجيش الموريتاني يفجر سيارة محملة بالمتفجرات ويقتل ركابها الثلاثة تعيش موريتانيا في الفترة الأخيرة تحت رحمة تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد إحباط محاولة تنفيذ عملية إرهابية في العاصمة نواكشوط، واعتقال مشتبه في انتمائه للتنظيم المتطرف والبحث عن آخر كانا على متن سيارة محملة بالمتفجرات. وأعلن الجيش الموريتاني صباح أول أمس الأربعاء، أنه قام بتفجير سيارة مفخخة على مشارف مدينة نواكشوط كانت تحاول التسلل إلى العاصمة لتنفيذ اعتداء إرهابي بها وقتل ركابها الثلاثة، فيما أصيب بعض الجنود بجروح طفيفة جراء الانفجار. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري موريتاني، أن الجيش الموريتاني رصد السيارة على مسافة 12 كلم جنوب العاصمة نواكشوط وأطلق عليها قذيفة نسفتها كليا، وتسببت في مقتل ركابها الثلاثة، الذين كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية بالمدينة. وقالت المصادر العسكرية أن السيارة المستهدفة، واحدة من أصل ثلاث سيارات تلقى الجيش الموريتاني معلومات تفيد أنها محملة بالمتفجرات وتمكنت من التسلل إلى التراب الموريتاني عبر منطقة «نيما» الواقعة في الجنوب الشرقي في الحدود مع مالي، وأعلن أنه يبحث عنها منذ السبت الماضي. وأفادت المصادر نفسها أن واحدة من السيارات المبحوث عنها اقتربت في نفس يوم السبت من ثكنة عسكرية في المنطقة الحدودية مع مالي قبل أن تلوذ بالفرار. وأكد المصدر العسكري الموريتاني أن السيارة أصابتها قذيفة أطلقها الجيش على السيارة التي رفضت الخضوع لأوامره، ووصل صدى انفجارها إلى أحياء عديدة من العاصمة. وتحولت السيارة وركابها إلى أشلاء متفحمة، إلى درجة صعب على المحققين التعرف على هوية الركاب. وقبل أسبوع، أعلن الجيش الموريتاني أنه ألقى القبض على شخص يشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فيما لا يزال البحث جاريا عن شريكه الذي كان يتواجد معه على متن سيارة رباعية الدفع تحمل كميات من المتفجرات. وتعتبر موريتانيا من أكثر البلدان التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، حيث يتاح له التحرك في منطقة صحراوية شاسعة على الحدود بين الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر، ويقوم بتنفيذ اعتداءات وعمليات اختطاف مواطنين أجانب، فضلا عن نشاطه في عمليات التهريب المختلفة. ويعود آخر اعتداء انتحاري في موريتانيا إلى شهر غشت من العام 2009، عندما فجر انتحاري نفسه بالقرب من السفارة الفرنسية بالعاصمة نواكشوط. وبعد سنة تقريبا، شن الجيش الموريتاني هجوما على قواعد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي، كانت تهدف إحباط محاولة تستهدف الهجوم على ثكنة عسكرية. وفي غشت من العام الماضي، أحبط الجيش الموريتاني في اللحظة الأخيرة، عملية انتحارية كانت تستهدف ثكنة، وقتل انتحاري كان يريد اقتحام المبنى بسيارة مليئة بالمتفجرات. وقد تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هذه العملية.