المنجز الإبداعي للتشكيلي المغربي عبد الغاني العلوي يتميز بالتنوع، سواء تعلق الأمر بالموضوعت أوالتقنيات والخامات. ففي لوحاته نجد الشكل الهندسي والمعماري، كذلك البورتريهات، دون التوقف عند تقنية أو أسلوب وحيد، بل طاقة جمالية يسعى دوماً الفنان لتحقيقها. جماليات الحروف للحرف العربي جماليته، وللحرف الأمازيغي رونقه، وكلا الحرفين مطواعان يفسحان المجال للمبدعين ليتنوعوا في التعاطي الفني والتشكيلي لهما، وبملاحظة أعماله التشكيلية نجده على غرار التشكيلي المغربي محمد شراف، «يحاول أن يقدم الحروف العربية والأمازيغية، مشكلة أنهارا وحدائق فنية فريدة تنضح بالجمال، وتبعث على الإحساس بالارتياح والسكينة، لما تملكه من إيقاعية اللون ووضعيات الحروف التي تتشكل بأنامله بصيغ مختلفة تحيل إلى تجربته في المجال الكاليغرافي». المعمار الأمازيغي إبداعات العلوي بصدد المعمار الأمازيغي تتشابه وتتقاطع مع إبداعات الكثيرين المعروفين في هذا المجال، غير أن الاختلافات التي تعتري بعضها هي الميزة التي يمكن أن نصفها بالإبداعية الخاصة. والحال أن المنجز الإبداعي للعلوي يحمل من السمات ما يضفي على المعمار الأمازيغي إبداعية في المنظور والفضاء والتوليف والتلوين والإيقاعية، وهو ما يلاحظ على لوحاته التي لا تخفي عن مشاهديها رونقها الآسر للعين. البورتريهات إذا كان البورتريه يعني من بين ما يعنيه رسم الوجوه، فإن الفنان قد يضَمّنه أحاسيسه التي يعكسها، يبرز مشاعر وهواجس وأمزجة أصحابه بشكل عميق، استنادا إلى مهارة المبدع وخبرته وتمرسه لتقنية الظل والضوء، وفي أعمال العلوي نجد البورتريه يؤدي هذه المهمة، رغم كونه يرسمه بأقلام، وبالأبيض والأسود، بعيدا عن الألوان، والبورتريه بالقلم وبالأسود والأبيض أصعب تجسيدا من البورتريه المنجز بالألوان، هذه الأخيرة التي تعين بيسر على إبراز الملامح العاكسة للأحاسيس. ويبدو أن بورتريهاته ينجزها بسرعة والمؤشر على ذلك ضرباته الخطية في كل الاتجاهات، من أجل إبراز الوجوه بملامحها الحاملة للمشاعر الدفينة. الأشكال الهندسية في جانب من جوانب منجزه الفني نجد هذا التنوع المرتكز فيه على الأشكال الهندسية بشكل دقيق، ليخرج من ذلك أشكالا تجريدية جميلة تجمع بين الزخرف والملمح القابل للتأويل، بل إن بعضها تتجاوز التجريد لمثل أيقونات للإنسان وما يحيط به من نباتات وحيوانات، مما يؤهلها لحالة من التواصل مع المتلقي.