سقط مصابون أمس الثلاثاء في مصر، في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين خلال مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد ضد الرئيس حسني مبارك وحكومته. وقال مصدر أمني وشهود عيان إن مساعد مدير أمن محافظة السويس اللواء عبد الرؤوف عادل ورئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس عاصمة المحافظة الرائد محمد عادل أصيبا بحجارة رشقها محتجون. وقال المصدر الأمني إن مساعد مدير الأمن أصيب بجروح في الوجه بينما أصيب رئيس المباحث بجروح في الرأس. واستخدمت الشرطة مدفع مياه في تفريق محتجين في وسط العاصمة. وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى ميدان التحرير بعد منعهم من الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية القريب ومبنى قصر عابدين أحد القصور الرئاسية. ودعا نشطاء الانترنت إلى الاحتجاج على الفقر والبطالة والقمع واختير له يوم عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة. وانضم مواطنون عاديون إلى المظاهرات التي اندلعت في العاصمة ومدن الإسكندرية والمنصورة والسويس والإسماعيلية والمحلة الكبرى وطنطا في محافظات مختلفة. وذكر شهود أن الشرطة استخدمت هراوات لضرب المحتجين في مكانين على الأقل بالعاصمة. وأضاف شاهد أن حالات إغماء حدثت بين المتظاهرين قرب ميدان التحرير وأن سكانا في المنطقة قدموا الماء المثلج لهم. وقال شاهدان لوكالة رويترز إن مناوشات وقعت بين الشرطة والمحتجين في مدينتي السويس على البحر الأحمر وبلطيم في دلتا النيل. وقال أحد الشاهدين إن المحتجين رشقوا الشرطة بالحجارة في مدينة بلطيم وأن الشرطة ضربت بعضهم بالهراوات. وانطلقت بالعاصمة المصرية القاهرة وعدد من المناطق مظاهرات ومسيرات جماهيرية في ما أطلق عليه «يوم غضب» في مشهد يحدث لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود. ففي وسط القاهرة، كسر قرابة ألفي متظاهر الحاجز الأمني وتحركوا من أمام دار القضاء العالي باتجاه ميدان التحرير الرئيسي، وذلك بمشاركة عشرات من نواب البرلمان السابقين الذين رددوا هتافات مناوئة للنظام المصري. وانطلقت مظاهرات أخرى في ميدان روكسي بحي مصر الجديدة وأمام مقار نقابات مهنية بينها نقابتا الأطباء والمحامين، في حين تحركت مظاهرات أخرى من عدة مناطق باتجاه ميدان التحرير في قلب القاهرة حيث ناهز العدد الإجمالي حتى بعد ظهر أمس 20 ألف متظاهر. وشهدت مختلف المناطق تواجدا أمنيا مكثفا، في حين تم تكثيف الحواجز الأمنية على مداخل ومخارج مدن مثل المحلة الكبرى، وهي مدينة صناعية شهدت العديد من أبرز المظاهرات في السنوات الأخيرة، وذلك للحيلولة دون وصول النشطاء الذين كانوا يستهدفون قيادة المظاهرات هناك.