شباب قصبة تادلة صاحب الرقم القياسي في تغيير المدربين سجل المشهد الكروي المغربي خلال بطولة هذا الموسم حدثا مهما قلما سجل في سالف الدورات من البطولة الوطنية للقسم الأول، حيث لم يتجاوز عدد المدربين الأجانب مدربا أو مدربين فقط لاغير. لقد انطلقت البطولة الوطنية للقسم بوجود خمسة مدربين أجانب وهم: - هنري ميشيل فرنسي بالرجاء ولم تتحمل الرجاء نتائجها السلبية إلا ستة دورات؛ - دوسونتوس برازيلي بالوداد هي الأخرى تعلن الطلاق معه في الدورة السادسة؛ - جودار فرنسي بالمغرب التطواني الذي استمر مع الحمامة البيضاء إلى حدود الدورة الأخيرة من الذهابك. - أوسكار فيلوني الأرجنتيني بالنادي القنيطري الذي تمت إقالته مع الدورة الخامسة عشرة؛ - لوران فرنسي مع أولمبيك أسفي تم تغييره في الدورة السادسة. ومع بداية الدورة السادسة بدأت رحلة السفر مع المدربين المغاربة والذين هم أنفسهم لم يسلموا من طاحونة التغيير إما لسوء الحظ أو لضغط الجمهور الذي يعتبر قوة ضاغطة في جل الفرق المغربية دعما ومساندة وتمويلا ماليا في كل أسبوع مثلا (مباراة الديربي بين الرجاء والوداد البيضاويين تركت أزيد من 200 مليون سنتيم في خزينة الرجاء في انتظار مباراة الإياب). وقد غير المدربان سهيل وفخر الدين مواقعهما، الأول من شباب قصبة تادلة إلى الوداد و الثاني من شباب المسيرة إلى الوداد وهي استقالة للمعنيين بالأمر لا تدخل فيها ضعف الإمكانيات بتلك الفرق أو أي عذر آخر باستثناء أن الوداد هي هدفهما ليس إلا، إضافة إلى المدرب المساعد فؤاد الصحابي الذي بعد الإعفاء من الوداد انتقل مع نهاية الشطر الأول من البطولة إلى شباب قصبة تادلة وفي أول اختبار له تعادل بالبيضاء أمام الوداد، ثم عزيز العامري الذي تعب في تسجيل موقع متميز مع الجيش الملكي ولم يحصد غير السلبيات من النتائج وكانت ردود أفعال اللاعبين سلوكا وأداء وانضباطا من أسباب إقالته من الفريق العسكري ليرحل إلى تطوان. ويعتبر فريق قصبة تادلة صاحب أربعة تغييرات منذ بداية البطولة، فقد كانت البداية مع المدرب العزيز الذي حقق مع الفريق الصعود للقسم الأول ليجاور الفريق محمد سهيل الذي وجد لرحيله أعذارا غير ذات معنى وأنهى علاقته مع الفريق ليجد مستقرا له مباشرة بالوداد بعد استقدام كارزيتو، وقد تحمل المسؤولية مؤقتا المدرب الجوهري الى حدود الدورة الثالثة عشرة ليتم التعاقد مع فؤاد الصحابي الذي نتمنى أن يعتمد تحليلاته التقنية على أرض الواقع وليس على شاشات التلفزة. في الترتيب الموالي وبثلاثة مدربين نجد ثلاثة فرق وهي النادي القنيطري والوداد ثم شباب المسيرة. الوداد البيضاوي لم تستمر مع البرازيلي دوسنتوس إلا ست دورات ليأتي بعده الايطالي الفرنسي كارزيتو والذي تم تغييره في أعقاب الدورة الأخيرة من الشطر الأول من البطولة ليحل محله فخر الدين القادم من شباب المسيرة. شباب المسيرة كانت البداية مع فخر الدين رجحي إلى حدود الدورة العشرة ولا احد كان يتكهن برحيل فخر الدين عن الشباب ليتحمل المهمة ابن الفريق العروسي بثقة كبيرة، فقد سجل الفريق نتائج مطمئنة للغاية خارج ميدانه ليجد أماله وثقته في الإطار عزيز الخياطي. بالنادي القنيطري كثر الحديث عن رحيل وبقاء أوسكار فيلوني بفريق ضفة سبو لكن هذا الزواج الكاثوليكي لم يعمر طويلا بين أوسكار والكاك وانتهى في الدورة الخامسة عشرة، وقد تحمل المسؤولية هشام الدكيك مؤقتا إلى أن تم العاقد مع عبد الخالق اللوزاني الذي اختفى عن الأنظار لسنوات طويلة، ويبقى السؤال هل يستطيع ابن مدينة الصويرة أن يتأقلم مع الأجواء الجديدة بعد طول الغياب مع مهنة التدريب. وهناك مجموعتين كل منها تضم ستة فرق الأولى غيرت مدربها مرة واحدة، والثانية احتفظت بإطارها من أجل الاستمرارية من دون تأثير للنتائج. المجموعة الأولى التي غيرت مدربها وهي ستة وتضم: الرجاء التي استغنت عن هنري ميشيل تعاقدت مع محمد فاخر القادم من تجربة تونسية غير ناجحة وكان ذلك مع بداية الدورة السادسة الدفاع الحسني الجديدي التي استقدمت فتحي جمال لكنه فشل في إعادة ما حققه مع الكوكب في الموسم الماضي لأسباب صحية، كما يقال انتهى المشوار وعوضه إطار مغربي قادم من بلجيكا خالد كرامة في أول اختبار له بالمغرب الجيش الملكي الذي عاكسه الحظ في كل شيء حتى وهو يفكر في الاستمرار مع المدرب عزيز العامري الذي فشل في كل شيء، وكان الفريق يمني النفس بنتيجة تعيد الروح إلى اللاعبين وتطرد النحس لكن شيئا من هذا لم يتحقق واستمرت النتائج تعاكس الفريق واللاعبون لم ينالهم شيء من ماضي الفريق العريق، أسماء كبيرة ونتائج مشرقة ولامعة، فكان الفراق بدل الاستمرار إلى حدوث السكتة القلبية كما يقال. فتم استقدام المدرب مصطفى مديح الذي لم يكن حظه أوفر من حظ سابقه بالفريق، وهو العائد بعد إقالته من فريق الوكرة القطري، ترى هل تظهر بصمات الرجل في الشطر الثاني من البطولة. المغرب التطواني الذي راهن في البداية على كفاءة الفرنسي جودار الذي له تجربة ناجحة مع حسنية أكادير الموسم الماضي والذي كان قاب قوسين أو ادني أن يتحمل مهمة مدير تقني بالوداد البيضاوي، المدرب جودار مقامه بتطوان استمر إلى نهاية مباريات الذهاب ليعوضه عزيز العامري الذي وجد هناك في تطوان المسؤول التقني بالفريق صديقه العربي كورة. الكوكب المراكشي بعد رحيل فتحي جمال استقدم جواد ميلاني الذي لم يدم عمله بمراكش إلا ستة دورات ليضع الفريق ثقته في الإطار بادو الزاكي الذي لم يكن حظه أوفر من سابقه منذ الدورة السادسة إلى أن هزم الفتح بثلاثة أهداف وهي الاولى له هذا الموسم. الجيش الملكي بعد رحلته مع النتائج السلبية كان ضروريا إعلان الفراق مع مدرب لم يقدم أية إضافة للفريق على جميع المستويات التقنية والتكتيكية وكذلك على مستوى الانضباط الأخلاقي داخل وخارج الملعب (حالة الحارس العسكري) ليعوضه مديح وهو الآخر بدايته كانت أشبه بصاحبه في انتظار مباريات الإياب. اولمبيك أسفي غير مدرب خاض معه تجربة المرحلة الصعبة الموسم الماضي وبعد تكاثف كل الجهود خرج القرش المسفيوي سالما لتوضع الثقة في المدرب مع بداية البطولة وكانت النتائج مريحة للفريق مع المدرب لوران الذي يشغل مديرا للمركز الخاص بالناشئين تم تعويضه بالإطار الوطني عبد الهادي السكتيوي الذي احتفظ بنفس التركيبة البشرية من اللاعبين لكنه حق نتائج ايجابية تعتبر صادمة للعديد من المتتبعين وذلك مع بداية الدورة السادسة. أما الفرق والتي تعتبر استثناء في بطولة هذا الموسم لم تغير مدربها وهي ستة فرق :المغرب الفاسي مع رشيد الطاوسي، اولمبيك خريبكة مع يوسف لمريني، حسنية أكادير مع جمال السلامي، الفتح الرباطي مع محسن عموتة، الوداد الفاسي مع عبد الرحيم طالب، وشباب الحسيمة مع عبد القادر يومير. إن استقرار الأطر التقنية بهذه الفرق جعلها تسجل نتائج ملفتة للنظر، فالفريق الرباطي الفتح صحبة الحسين عموتة حقق ما لم يحققه أي فريق آخر، فقد فاز بكأس العرش أمام المغرب الفاسي وعاد بالكأس الإفريقية من تونس، إنجاز غير مسبوق يحسب للفريق إدارة وتقنية ولاعبين، المغرب الفاسي بقيادة الإطار والأستاذ رشيد الطاوسي فاز رمزيا ببطولة الخريف برغم هزيمته بأسفي أمام صديقه عبد الهادي السكيتيوي الذي أصبحت له بصمة بأسفي كسابقتها بالمغرب الفاسي وحسنية اكادير، نفس الشي يقال عن جمال السلامي الذي يؤشر على انطلاقة جيدة بأكادير، بخلاف ذلك نجد عبد الرحيم طالب ويوسف لمريني يحاولان بناء فريق للمستقبل في القادم من الدورات خريبكة التي ضاع منها لقب الخريف والوداد الفاسي الذي يصارع بتركيبة مخضرمة من أجل البقاء، فيما عبد القادر يومير يركب قطار التحدي مع الشباب الريف الحسيمي في أول تجربة بقسم الصفوة. آخر الكلام: هل تستمر أطرنا الوطنية في قيادة هذه السفينة بهمة ونشاط وحيوية وتقديم إضافات مهمة للكرة المغربية بعيدا عن الاستثناءات.