أعاد فوز الوداد البيضاوي بعصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم بقيادة الحسين عموتة، الحديث مرة أخرى عن دور المدرب الوطني داخل منظومة كرة القدم الوطنية، إنجاز كبير لإطار وطني قدم صورة ناصعة عن قيمة محلية، وقامة تقنية من مستوى عال. فعموتة يعد أول مدرب وطني يتوج مع فريق مغربي بالعصبة الإفريقية، وهذا إنجاز تاريخي لا يستهان به، بالنظر إلى أهمية التظاهرة والإشعاع التي اكتسبته والأسبقية التي أصبحت تحظى بها، بحكم عائداتها المالية المهمة وتأهيل الفائز بها مباشرة لمونديال الأندية، حيث الموعد مع المال والشهرة. فوز الوداد مع هذا المدرب باللقبين المحلي والقاري، وفي أول سنة له يعد حصيلة أكثر من ايجابية، ولا يمكن أن تعود لمسألة الحظ أو الصدفة، بقدر ما هي نتيجة عمل كبير وتفكير عميق واجتهاد وتتبع وتوظيف موفق يحسب لهذا المدرب الفائز قبل ذلك مع الفتح الرباطي بكأس الاتحاد الإفريقي ومع السد القطري بألقاب الدوري القطري، كما قاد اتحاد الخميسات في أول تجربة له كمدرب لاحتلال مركز الوصافة. لعب لفريقه الأم اتحاد الخميسات ودربه، لعب للفتح ودربه، لينتقل بعد ذلك إلى بطولات الخليج العربي، واستطاع التألق أيضا كلاعب ومدرب وهذا في حد ذاته مسار استثنائي ويدرس. فعموتة الزياني والوفي لعاصمة زمور، لم يدخل التجربة من فراغ، فهو إطار مكون على أعلى مستوى، خضع لتكوين علمي وأكاديمي، وعندما تحمل مسؤولية الإشراف التقني داخل الأندية، كان في مستوى هذه الثقة، وقدم الدليل على النضج التي يتمتع به والشخصية المتزنة التي يتوفر عليها. هذه المميزات لا تتأتى للعديد من المدربين المغاربة العاجزين عن التطور، ومواكبة التحولات في المجال التقني بشكل متصاعد ومستمر، وبات في ظرف وجيز مدربا من الصنف الأول، وكيف لا وهو الفائز بلقب البطولة بالمغرب، وعصبة الأبطال أفريقيا بعد سنة فقط من تحمله المسؤولية. ويعد مسار عموتة سواء كلاعب أو مدرب، درسا بليغا يلقن لكل من يريد الاشتغال في الميدان ككل، على الاعتبار أن الاستحقاق يتطلب الكثير من الاجتهاد والدرس والتحصيل والتكوين الشخصي والرغبة في التطور، وحالة عموتة أكبر دليل على أن الصدق في العمل مفتاح النجاح و الاستمرارية بنفس الزخم. عموتة مدرب ناجح لكل المقاييس وقدم شواهد الاستحقاق وطنيا ودوليا وهو بذلك يحتذى بالنسبة لكل الأجيال، سواء الحالية أو ما سيأتي بعده من أشخاص يرغبون في تحقيق نفس النجاح. برافو سي الحسين وبالتوفيق في المراحل القادمة …