حينما نصف تسيير الشأن المحلي ببعض الجماعات المحلية بالغير المعقلن والارتجالي والزبوني والمقرون بالخروقات، فإننا سوف نهمل التطرق الى بعض الايجابيات و المنجزات سعيا إلى دفع ممثلي الساكنة الى تقويم وإصلاح الأخطاء والاختلالات قصد بلورة على أرض الواقع المشاريع وتحقيق الاهداف لفائدة هذه الساكنة... إلا أننا نصاب بالصدمة والإحباط حين نعلم أن جماعة الجبيل القروية التابعة إداريا إلى قيادة الجوالة، دائرة العطاوية، اقليمقلعة السراغنة لا ينطبق عليها هذا الوصف حيث يقابل الايجابي السلبي بل هي فضاء فقير يزداد بؤسه يوما عن يوم. فالخصاص يعم كل شيء في الماء والكهرباء والمرافق الضرورية من مسالك وبنيات، حيث تنعدم وسائل التنمية. والمدهش في الأمر أن هذه الجماعة المحتاجة إلى كل شيء والهشة أصلا يطالها التهميش والإقصاء، حيث أنها لم تدرج حتى في برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيما أدرجت جماعات هي نسبيا في غنى عنها... فما هي الأسباب وراء هذه الصورة القاتمة؟ ومن هو المسؤول عن هذا الوضع الكارثي؟ إنه رئيس جماعتها، يقول السكان و ممثلو المعارضة في مجلسها. هذا الرئيس الذي يجثم على أنفاسها منذ ثلاث ولايات متتالية حيث يوظف في كل محطة انتخابية كل وسائل الجماعة على قلتها، ويستغل عوز وبؤس أغلبية الناخبين الذين لا يعرف حتى أسماء دواويرهم. فعلى الأقل كان على هذا المهندس الذي لا يهندس إلا لمصالحه أن يخصص ولو النزر القليل من وقته للدفاع عن جماعته حتى تستفيد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على غرار الجماعات الهشة بالإقليم. إنها لمفارقة غريبة حقا أن تبقى هذه الجماعة يتيمة وضحية التهميش والإقصاء لأن من يرأس تسيير شأنها المحلي غائبا تماما ولا يكترث بهمومها ومشاكلها فبالأحرى بمستقبلها في حين يصارع المغرب الزمن لإرساء قواعد وآليات التنمية المستدامة..