لقي شاب مصرعه، مساء أول أمس الخميس بمراكش، إثر تعرضه لإطلاق نار على مستوى رأسه من طرف شخصين ملثمين، كانا يمتطيان دراجة نارية كبيرة من نوع "تي ماكس" على الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة مساء، بأحد المقاهي المتواجد بالحي الشتوي بمراكش، بينما أصيب اثنان آخران بشظايا أعيرة نارية، نقلا على إثرها إلى المستشفى الجامعي بمراكش لتلقي الإسعافات الضرورية، ويتعلق الأمر بطالبة تدرس بكلية الطب والصيدلة بمراكش، أصيبت على مستوى بطنها، وشاب يدعى "المهدي. م" وهو ابن محام بمراكش. ويعتبر الضحية الذي كان يدعى قيد حياته حمزة الشايب، نجل سعيد الشائب، رئيس محكمة الاستئناف في بني ملال، وطالب في السنة الأخيرة في كلية الطب والصيدلة في مراكش، وزميل الفتاة المصابة، ويبلغ من العمر 26 سنة. وقد ووري جثمان الضحية الثرى، أمس الجمعة، بمقبرة باب دكالة، في جنازة مهيبة. وفي الساعات الأولى من أمس الجمعة، تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، من توقيف ستة أشخاص بمدينة الدارالبيضاء يشتبه في صلتهم بجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الناري، ضمنهم صاحب المقهى وشقيقه. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عمليات التمشيط الميداني المنجزة مباشرة بعد ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، أسفرت عن العثور على الدراجة والسلاح الناري وبعض العيارات المستخدمة في تنفيذ الجريمة، بعدما تم إضرام النار فيها والتخلي عنها بمكان خلاء، ويجري إخضاعها للخبرات التقنية والباليستيكية اللازمة. كما مكنت إجراءات البحث، حسب البلاغ، من تشخيص هوية المشتبه فيه الرئيسي الذي حرض وأمر بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، ويتعلق الأمر بشخص مبحوث عنه، ينشط في مجال غسل الأموال والاتجار الدولي في المخدرات والابتزاز. وتتواصل عمليات البحث لتحديد مكان تواجده بهدف توقيفه. وأضاف المصدر ذاته، أن المعطيات الأولية للبحث، الذي لازال متواصلا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تشير إلى أن تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية له علاقة مباشرة بشبكة إجرامية لها امتدادات في بعض الدول الأوروبية، والتي تنشط في مجال التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية وغسل الأموال والابتزاز. وخلص البلاغ إلى أن عمليات البحث والتحري تتواصل في هذه القضية، بهدف توقيف جميع المتورطين في تنفيذ أو تسهيل أو التحريض على ارتكاب هذه الجريمة، وتحديد ملابساتها وخلفياتها، وكذا الكشف عن السبب والدافع وراء استهداف أفراد هذه الشبكة الإجرامية للضحايا الثلاثة. ووفق مصادر أخرى مطلعة، فصاحب مقهى "لاكريم"، الذي كان مهاجرا في الديار الهولندية قبل أن يعود إلى المغرب، كان هو المستهدف من هذه الجريمة، إذ كان يجلس في نفس المكان الذي قتل فيه الضحية، قبل أن يغادره دقائق فقط قبل وقوع الجريمة.