كان لابد أن تلتفت وزارة الشباب والرياضة الى الرياضيين المتألقين وتعمل على تحفيزهم وتعلن اهتمامها بالمواهب والطاقات واعترافها بالجد وبالاجتهاد وتوجه رسائل الى المجتمع الرياضي محملة بالحماس. وفي مبادرة تكريمية أقامت الوزارة حفلا بمقرها دعت له رياضيي عشر جامعات: رفع الأثقال لتألق المنتخب الوطني في البطولة العربية التي أقيمت في مدينة أربيل العراقية واحرازه عددا كبيرا من الميداليات وتحقيق إنجاز غير مسبوق، الملاكمة لفوز المنتخب الوطني بلقب البطولة الافريقية بالجزائر، حيث أحرز الإناث الكأس وانهى الرجال التنافس في الرتبة الثانية، والتكواندو لفوز المنتخب الوطني بلقب بطولة افريقيا حسب الفرق، كما تم تكريم بطلات التنس في افريقيا فاطمة الزهراء العلمي ولينا بناني وزينب الهواري بطلة دوري البهماص. والمنتخب الوطني للرماية بسلاح القنص الذي توج بطلا مغاربيا، والبطلة خولة أوبري الحائزة على خمس ذهبيات وثلاث فضيات في البطولة العربية ببلجيكا، والمنتخب الوطني لسباق الدراجات بطل افريقيا. كما تم تكريم البطل أمين لعلو بطل كأس العالم للقارات في سباق 1500م، والبطلة سارة البكري بطلة افريقيا حيث أحرزت خمس ميداليات في بطولة افريقيا (ذهبيتان وفضيتان ونحاسية واحدة) وفريق جمعية سلا الذي انهى مشاركته في الرتبة الثالثة وأحرز الميدالية النحاسية في بطولة افريقيا للأندية البطلة التي أقيمت مؤخرا في مدينة كوتونو بالبينين. وكانت المناسبة هامة تساير النهج الذي رسمته الوزارة الوصية والمعتمد على التعاقد مع الجامعات حول الأهداف والبرامج والعمل على إعادة الهيكلة وتطوير التسيير. وبعيدا عن فضاء الحفل خيم الحزن والقلق على مدار رياضة الجيدو بسبب عدم إشراك رياضيي ورياضيات هذه اللعبة رغم تألقهم في مجموعة من المناسبات الدولية وفي عدة محطات من دوسلدورف حيث احتل بطلان الرتبة الخامسة في الجائزة الكبرى المؤهلة لأولمبياد لندن وذلك في شهر فبراير، وفي نفس الشهر تم ترتيب بطل مغربي في الصنف الخامس في الجائزة الكبرى بباريس. وفي شهر أبريل أحرز أبطال الجيدو عشر ميداليات في بطولة افريقيا بياوندي، أربع ذهبيات وثلاث فضيات وثلاث نحاسيات، وبهذا الرصيد جاؤوا في الرتبة الأولى. وأنهى ثلاثة أبطال المنافسات في الرتبة الخامسة في منافسات كأس العالم للجيدو في موسكو، كما احتل بطلان الرتبة التاسعة في الملتقى الأكبر بموسكو في شهر يوليوز، وظل أبطال الجيدو يبحثون عن النقط بهدف التأهل الى الألعاب الأولمبية المقبلة (لندن 2012)، وحتى الشبان تألقوا في البطولة العربية باليمن في شهر غشت حيث أحرزوا ثمان ميداليات (ست ذهبيات وفضيتان)، والبطل المغربي عطاف صفوان مصنف حاليا ضمن ستة عشر بطلا في المراتب الأولى عالميا، وسيشارك في منافسات الماستير في شهر يناير المقبل. كل هذا ولم تشرك الوزارة بطلات وأبطال الجيدو في حفلها، فهل سقط الجيدو سهوا أم أن الوزارة اكتفت بدعوة البعض مادامت الحوافز المالية ستصل الرياضيين مستقبلا. في هذا الحفل أعلنت الوزارة الوصية عن سلم الجوائز والحوافز والتي بلغ أعلاها وأكبرها مليار سنتيم مقابل فوز كرة القدم في الألعاب الأولمبية وكأس العالم ومبلغ 800 مليون سنتيم في حال احتلال الرتبة الثانية ومبلغ 600 مليون سنتيم عن الرتبة الثالة. خيم القلق على أبطال الجيدو وحتى الجامعة أجلت جمعها العام الذي كان محددا في شهر دجنبر، ومهما تكون الأسباب والمبررات فكان من حق أبطال الجيدو أن يكونوا ضمن المتألقين تكريما لهم واعترافا لجهودهم. الأبطال يدركون جيدا أن التحفيز المالي لن يستثنيهم، لكن الدعوة الى الحفل تحميس معنوي اعتراف وتكريم لا يقدر بثمن؟ فكيف سقط الجيدو من الحفل؟