لا يخفي على سيادتكم الدور الهام للكتبيين، سواء في تمكين آلاف التلاميذ والطلبة والباحثين بالمقررات والمصادر والمراجع، خصوصا بالنسبة للمنتمين للأسر ذات الدخل المحدود، كما لا يخفى عليكم دور الكتبيين في تنشيط الساحة الثقافية وفي نشر الوعي بأهمية القراءة وفي تكوين الشخصية وإعداد المواطن المسؤول المساهم في رقي الدولة والمجتمع. لكن، في مقابل كل هذه الأدوار الحيوية، فإن هذه الفئة من الفاعلين ما زالت ترزخ تحت كل أشكال الإقصاء والتهميش، بدءا من التغطية الصحية والاجتماعية وظروف العمل المزرية. ولقد انضافت إلى هذه المشاكل، وهذا الواقع المزري، تلك الكارثة الوشيكة التي ستحل بنا جرّاء التغيير الشامل للمقررات المدرسية بداية من الموسم القادم. فهذا الإجراء الذي لسنا ضده ولكننا مع العدل والتفكير في جبر أضراره، ذلك أنه سيعرض الكتبيين للإفلاس ما دام الدخول المدرسي هو فرصتهم السنوية الوحيدة لتحقيق نوع من التوازن في تجارتهم، وما دام بيع الكتب الثقافية العامة يتدنى سنة بعد أخرى. في غياب تثمين مهنة الكتبي وإخراجها من واقع التهميش نحو فضاءات تليق بصورة الثقافة في بلادنا وأهميتها على غرار دول كثيرة تخصص حوافز مادية ومعنوية للكتبيين وتجعل منهم قيمة مضافة إلى تراثها المادي واللامادي. سيدي رئيس الحكومة المحترم، إن مطالبنا وأفكارنا ومشاريعنا للخروج من هذا النفق وضمان استمرارية مهنة الكتبي ليست تعجيزية أو ضربا من ضروب الخيال المستحيل، فتكفي الإرادة الطيبة والإنصات إلى رأي يعرض فكرة قابلة للتحقيق بأقل تكلفة ستضمن توفير فرص شغل قارة وموسمية لعدد كبير من الأسر. كما أنها ستضيف رونقا واعتبارا للمدن التي ستتحقق فيها. هذا بالإضافة إلى خدمة الهدف الأساسي المتمثل في نشر وتشجيع القراءة والمساهمة في تثمين الرأسمال البشري لكونه أهم مورد على الإطلاق. وبناء عليه، فإننا نلتمس منكم إثارة انتباه السادة وزارء التعليم والثقافة وكل من له صلة بالموضوع من أجل الإصغاء لنا وإلى نداءاتنا قبل أن ننقرض. بقلم: يوسف بورة * * رئيس جمعية الكتبيين بالمغرب