اختتمت مؤخرا فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح بالحسيمة في نسخته الأورو – مغربية والذي تسهر فرقة الريف للمسرح الأمازيغي على تنظيمه بشراكة مع جهة تازةالحسيمة تاونات والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ودعم من مندوبية وزارة الثقافة بالحسيمة، المسرح الوطني محمد الخامس، بلدية الحسيمة وشركة ريف إسكان تحت شعار «الحكامة الثقافية ضرورية للتنمية الاجتماعية». وشهد اليوم الخامس والختامي فقرات متنوعة ابتدأت بأغاني «إزران» من التراث المحلي من أداء الفنان محسن بوزمو وفنانات جمعية الريف للمسرح الأمازيغي، لتقوم بعدها إدارة المهرجان بتسليم تذكار للأستاذ يوسف العرقوبي وآخرين لفرقة Companyia de teatre القادمة من كتالونيا بإسبانيا والتي غادرت قاعة المسرح تحت تصفيقات حارة من الجمهور الحاضر الشيء الذي نال إعجاب أعضاء الفرقة الذين شكروا كل من ساهم في إنجاح عرضهم المسرحي و المهرجان بصفة عامة بما في ذلك الجمهور الحسيمي العريض، قبل أن يشارك الفنان إبراهيم العراض ببعض المقطوعات الموسيقية حيث أتحف الحضور بصوته العذب و المؤثر. كما قامت إدارة المهرجان بتكريم الأستاذين محمد البنوضي و عبد السلام اللوزي و المخرج الكبير العاقل أقيعان الذي لم يستطع الحضور بسبب مرض ألم به بفرنسا لتنوب عنه عائلته التي قدمت بدورها هدية تذكارية لإدارة المهرجان التي قامت كذلك بتكريم للفنانة المتوفية لبني البوعزاتي رحمها الله و التي كانت إلى أجل قريب جزءا لا يتجزأ من فرقة الريف للمسرح الأمازيغي، ليسدل الستار عن فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح بالحسيمة في جو من الأخوة و التفاؤل بمستقبل أفضل للمسرح بالحسيمة. وشهد اليوم الرابع من المهرجان تقديم مسرحية «المندلي» التي قدمها طلبة المعهد العالي للمسرح، و تحكي المسرحية قصة «المندلي» الشخصية الرئيسية وهو عسكري فقير و علاقته مع محيطه المتكون من زوجته، رئيسه، صديقه و يهودي من زملائه في العمل، حيث يتذكر ذكرياته معهم و كيف أقدم على قتل رئيسه بعدما كان ينوي قتل زوجته التي كان يتغزل بها رئيسه في العمل مستغلا سلطته و نفوذه، ليجد نفسه وحيدا في غابة مسجونا وسط ذكرياته. أما اليوم الثالث فكان جمهور الحسيمة على موعد مع فرقة «المحترف» للثقافة و الفن بسلا في عرض جديد لمسرحيتها «أمُر». وتحكي المسرحية قصة رجل على قدر غير قليل من القبح، له أنف ضخم، التقى صدفة بامرأة ليست جميلة على الإطلاق، لها أنف طويل، تزوجها لأنه أراد أن يتزوج، و قبلت به زوجا لأنه لم يطلب أحدا يدها للزواج. اليوم الثاني من أيام النسخة الأورو – مغربية من المهرجان الوطني للمسرح بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن، قدمت فرقة Le théâtre de la mer القادمة من مدينة مرسيليا بفرنسا عرضا مسرحيا بعنوان Couple ouvert à deux battants نال إعجاب الجمهور الكبير الذي غصت به جنبات القاعة. وتدور المسرحية التي لاقت استحسان الجمهور الكبير رغم عائق اللغة، حول رجل و امرأة متزوجين منذ أكثر من عشر سنوات، حيث قرر الزوج فتح علاقتهما، لتخوض الأسرة في عدة متاهات و مشاكل لاحتجاج الزوجة على زوجها الذي لم يعد يعيرها أي اهتمام وبادر إلى خلق عدة علاقات مع نساء أخريات ما أجبر الزوجة على التفكير في الانتحار في أكثر من مرة، قبل أن تقرر تجاهل زوجها والبحث عن شخص يعيد لها اعتبارها كمرأة الشيء الذي حرك مشاعر الحب و الغيرة لدى الزوج.