يدخل ناصر الزفزافي ومعتقلي حراك الريف، ابتداء من يومه الإثنين، في إضراب مفتوح عن الطعام، ويأتي هذا القرار، حسب عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، كخطوة تصعيدية من المعتقلين للمطالبة بالسراح الفوري، وكذا تأكيدا منهم على البراءة، وأن المحاكمة هي محاكمة سياسية، وأن اعتقالهم جاء في إطار التضييق على حرية التعبير والتظاهر السلمي. وأضاف البوشتاوي، في اتصال هاتفي أجرته معه جريدة بيان اليوم، أن الإضراب عن الطعام سيكون مفتوحا، وسيشمل جميع المعتقلين في قضية حراك الريف بالسجون المغربية، خاصا بالذكر سجني الدارالبيضاء والحسيمة، وهو الإضراب الذي يأتي موازاة مع ذكرى معركة أنوال التي وقعت في 17 يوليو1921 بين الجيشين الإسباني والمغربي، والتي شهدت هزيمة عسكرية إسبانية. وقال البوشتاوي في تصريحه للجريدة "إن ناصر الزفزافي متفق مع ما جاء في الرسالة المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي، غير أنه لم يكن متفقا على نشرها، رغم ما تمثله من أفكار يؤمن بها، رافضا المزايدات السياسية في الملف". وموازاة مع ذات الموضوع، نفى محمد زيان، مرة ثانية، كتابته الرسالة المسربة من السجن بنفسه، معللا ذلك بعدم درايته باللغة العربية، وتكوينه الضعيف على مستوى الكتابة والحديث والتواصل بها، مشددا على أن اللغة التي كتبت بها رسالة ناصر، لغة سليمة وجميلة، وأسلوب متين وسلسل، لا يمكن له أن يعبر به. وقال زيان في ندوة صحافية له، إنه "من المستحيل أن أكتب هذه الرسالة، لأنني لست متمكنا من النحو والبلاغة والتعبير بلغة عربية فصيحة، فالرسالة كتبها ناصر الزفزافي وسلمني إياها بتوقيع يده، لأنه وضع الثقة في شخصي"، وأردف زيان أن نشرها "جاء بعد تخمين كبير، بعدما كنت أنوي أن أنشرها بدون أن يعرفوا مصدرها، أو بكيفية يمكن أن تغلط الباحثين والأجهزة الأمنية، غير أنني قررت في الأخير أن أنشرها شخصيا، بكل صدق وشفافية". وهدد مجددا، محمد زيان، المندوبية العامة لإدارة السجون والإدماج المهني، بإخراج رسائل جديدة، لناصر الزفزافي، استنادا إلى طرق مختلفة لم يفصح عنها، مستدلا بالقانون الذي لا يمنع المراسلة بين المعتقل ودفاعه، على حد تعبيره. من جهة أخرى فرقت القوات العمومية بالرباط، أول أمس السبت، وقفة تضامنية مع معتقلي حراك الريف، كان من المزمع تنظيمها أمام مقر البرلمان، والتي دعت إليها ناشطات مدنيات تأكيدا منهن على "انخراط النساء الواعي والجاد في حراك الريف"، وتضامنا مع عائلات المعتقلين والمعتقلات. وبالرغم من تدخل الأمن لفض التجمهر رفعت المتظاهرات في الوقفة التضامنية شعارات عديدة.. وأتت وقفة هؤلاء الناشطات المغربيات بعد إطلاقهن ما أسمينه ب "أسبوع التضامن النسائي مع المعتقلين"، تحت شعار "مغربيات ضد الاعتقال السياسي"؛ وذلك تضامنا مع معتقلي الحراك الشعبي في الريف، الذين بلغ عددهم 260 متابعا، بحسب الوزيرالمنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي.