أكد المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معقلي حراك الريف، أن جميع نشطاء الحراك المعتقلين بسجن عكاشة بالدار البيضاء، بدأوا إضرابهم المفتوح عن الطعام أمس الإثنين، وذلك تحت شعار "الحرية أو الشهادة"، مشيرا إلى أنهم أشعروا إدارة السجن بدخولهم في معركة "الأمعاء الخاوية". "تعذيب" وأضاف المتحدث في شريط "بث مباشر"، اليوم الثلاثاء، أن معتقلي الحراك حضروا جلسة الاستنطاق التفصيلي، أمس الإثنين، وهم مضربون عن الطعام، لافتا إلى أن المعتقل ربيع الأبلق يعيش حالة صحية ونفسية متدهورة، مشيرا أن "المعتقلين لم يتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي فقط، بل لفظاعات أثناء اعتقالهم والبحث التمهيدي والحراسة النظرية"، وفق تعبيره. وتابع قوله: "سمعت أمس ما لم أسمعه طيلة مسيرتي المهنية التي بلغت 15 عاما في المحاماة، مشيرا إلى أن المتهمين حين يُستفسرون عن ظروف الاعتقال يشرعون في البكاء، خاصة عندما استمعت إلى ربيع الأبلق وأشرف اليخلوي وبلال أهباض والحسين الإدريسي، حتى ناصر الزفزافي أيضا، حيث يشرعون في البكاء حين يصلون إلى سرد الإهانة التي يتلقونها". وطالب البوشتاوي بإيفاد لجنة إلى سجن عكاشة للاستماع لكل معتقل على حدى، مردفا بالقول: "يجب فتح تحقيق بهذا الخصوص حيث سجلت في محاضر الاستنطاق التفصيلي وهي لا تدخل في نطاق سرية التحقيقات، بل يجب فضحها لإنهاء جرائم ارتكبت من طرف بعض عناصر الضابطة القضائية، وهناك تهديدات بالاغتصاب وهتك العرض في حق المعتقلين، من بينهم ربيع الأبرق، بواسطة القارورة والتهديد بالاغتصاب الجماعي، إضافة إلى أوصاف من قبيل أولاد العاهرة وأولاد سبانيول والأوباش". رسالة وداع إلى الأمهات وفي السياق ذاته، وجه معتقلون بسجن عكاشة، "رسالة وداع" إلى أمهاتهم وعائلاتهم بعد دخولهم في إضراب عن الطعام، حيث تداولت صفحات التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي للمعتقل علي حود وهو يهاتف زوجته باللهجة الريفية، ويؤكد على الصمود والسلمية من أجل قضيتهم، مشيرا إلى أن المعتقلين لن يتراجعوا إلا بالبراءة أو الشهادة، وفق تعبيره. المعتقل يوسف الحمديوي القابع بسجن عكاشة، وجه بدوره رسالة إلى عائلته عبر مكالمة هاتفية، أمس الإثنين، قال فيها "نحن سنخرج من هذا السجن وسنغادره في كل الحالات، سنخرج منه أحرارا أبرياءَ إلى أحضان أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وأطفالنا، أو سنخرج منه أحرارا أبرياءَ ونحن على نعوشنا إلى أحضان قبورنا…."، حسب ما نقله الناشط المرتضى اعمراشا. وفي الصدد ذاته، كتب اعمراشا في تدوينة على حسابه جاء فيها: "كنت بالمستشفى قبل قليل لموعد طبي فالتقيت خالة أحد أصدقائي المعتقلين، وحكت عن وضع أمه المأساوي، وهو وضع أمهات أغلب رفاقي، كنت أتمنى أن يتم السماع لأنين الأمهات بدل توجيه رسائل سلبية تضر المعتقلين وتعمق الأزمة، يجب إيصال رسالة أم ناصر الزفزافي ومحمد جلول وأنس الخطابي وسيليا وكل تلكم الفضليات اللاتي فقدن شهوة الأكل والنوم وهن يسمعن عن دخول أبنائهن في إضراب عن الطعام، لا أدري كيف يستطيع هؤلاء المسؤولون عن هذه الجرائم السياسية أن ينظروا إلى أبنائهم دون أن يتذكروا وجوه أقرانهم ممن زجوا بهم في السجون". وكان معتقلو حراك الريف بالدار البيضاء، قد وجهوا بلاغا مشتركا من داخل السجن، قالو فيها إنهم مصرون على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم أمس، تحت شعار "الحرية أو الشهادة"، مؤكدين أنهم لن يوقفوه "إلا ونحن بحريتنا أو الخروج على نعشنا ونحن شهداء". ودعا المعتقلون في بلاغهم الذي أورده المحامي عبد الصادق البوشتاوي، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، عائلاتهم إلى القيام بزيارة "الوداع" يوم غد الأربعاء 19 يوليوز، معلنين أنهم لن يستقبلوا أي فرد من عائلاتهم بعد ذلك، "ولن يخرجوا إليهم إلا أحرار طلقاء أو على الأنعاش شهداء".