أطلقت وزارة الصحة حملة تواصلية لتنبيه المواطنين من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي التي يتزايد عدد المصابين بها مع حلول فصل الصيف، معلنة أنها وزعت كميات كافية من تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب، على المستشفيات الواقعة بالمناطق التي تسجل أكثر إصابة، كما أن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي متوفرة، فيما في المقابل حذرت المواطنين من استعمال المصل المضاد للعقارب والذي لم يعد مستعملا لعدم فعاليته العلاجية. واختارت الوزارة التواصل مع حلول فصل الصيف لتنبيه المواطنين، خاصة من الساكنة القاطنة ببعض المناطق القروية، على مستوى مجموعة من العمالات والأقاليم التي تشهد ارتفاعا لحالات الإصابة بالتسممات نتيجة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وتحسيسهم لأخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة خلال هذا الموسم وكذا الخطوات الصحيحة إذا ما أصيب شخص، وأكدت في هذا الصدد أنها تعمل على تقوية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التسممات، ومواجهتها خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاع لعدد الإصابات. وأفادت في هذا الصدد أن حالات التسمم بلسعات العقارب تسجل سنويا ما يزيد عن 2500 حالة، فيما التسمم بلدغات الأفاعي بلغ عددها حوالي 350 حالة، مشيرة أنه بفضل الاستراتيجية المعتمدة من طرف قطاع الصحة، تقلصت نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب على مدى 17 سنة "أي ما بين 1999 و2016" من 2.37 في المائة إلى 0.21، كما سجل انخفاض هام في نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي، إذ انتقلت من 11 وفاة سنة 2015، إلى 4 وفيات سنة 2016. وأوضحت أن الوزارة تبذل كافة الجهود حتى لا تؤدي مثل هذه الحوادث بحياة أي مواطن، وذلك عبر تزويد المستشفيات بالمعدات والأدوية الضرورية، فضلا عن التنبيه في حال الإصابة بعدم اللجوء إلى الطرق التقليدية للعلاج من قبيل ربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، والتي حسب وزارة الصحة، وسائل تنتج عنها غالبا مضاعفات خطيرة للمصاب، قد تؤدي حتما إلى الوفاة. وفي المقابل وضعت رهن إشارة المواطنين الرقم الهاتفي للمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، يمكن الاتصال به طيلة أيام الأسبوع على مدى الأربعة وعشرين ساعة(0801000180). وبالموازاة مع ذلك، أشارت الوزارة إلى أهمية الوقاية من هذه المخاطر، بتحسيس المواطنين باتخاذ مجموعة من التدابير كعدم إدخال الأيادي في الحفر وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة ارتداء أحذية وملابس واقية. فضلا عن القيام بإجراءات أخرى عملية لتجنب تكاثر الأفاعي بجانب المناطق السكنية، بالعمل على إزالة الأعشاب المتواجدة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف. فضلا عن القيام في ذات الوقت بتبليط الجدران المتواجدة داخل المنازل وخارجها، حتى تصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقارب والأفاعي من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل، وعدم تخزين الخشب والمتلاشيات بشكل عشوائي بل جعل أماكن خاصة لذلك، للحيلولة دون إيجاد هذه الزواحف لمخابئ. ويشار أن حالات التسمم نتيجة لدغات الأفاعي، كانت تسجل قبل سنوات نسبة 2,06 في المائة من مجموع حالات التسمم المسجلة ما بين 1980و2010، أي خلال 30 سنة، حيث خلفت سنويا 76 وفاة، أما لسعات العقارب فقذ كانت تصل في المتوسط إلى 30 ألف حالة نتجت عنها 80 حالة وفاة سنويا، 90 في المائة منها لأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما. وشكلت الاستراتيجية الوطنية لمحاربة لدغات العقارب والمجهودات التي تم بذلها من طرف الوزارة والمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، حيث يقوم هذا الأخير سنويا بتزويد صيدليات المستشفيات الإقليمية بكمية من تركيبة دوائية مضادة لسم العقارب لاستعمالها بمصالح المستعجلات والإنعاش، حيث يتم حصر الكمية وفقا لعدد حالات الوفيات المسجلة وملفات الاستشفاء التي يتم التوصل بها من مصالح المستشفيات الواقعة بالمناطق التي تشهد حدوث هذه الإصابات.