فجرت نجلاء الفيصلي، ضحية المحامي محمد زيان، قنبلة إعلامية من العيار الثقيل عندما كشفت في تصريح صحافي عن تعرّضها لتهديدات متواترة ومحاولات عديدة للاعتداء الجسدي من طرف أشخاص مقربين من النقيب السابق، والتي قالت أن "البعض منهم وصل بتهديده إلى مرحلة متقدمة وتحديدا إلى غاية عتبة مسكنها بمدينة الرباط". وشدّدت ضحية محمد زيان في تصريحاتها على "أنها تلقت تهديدات من أنحاء عديدة من العالم، من جهات محسوبة أو موالية لمحمد زيان، من بينها شخص قالت أنه يدعى "حاجب أو حجيب" في إشارة منها للمتطرف والمدان السابق في قضايا الإرهاب محمد حاجب المعروف باسمه الحركي "أبو عمر الألماني"، والمشهور أيضا في مسقط رأسه بمدينة تيفلت بلقب "ولد بديعة". ولم يكن معتقلو الإرهاب وحدهم من تضامنوا مع محمد زيان، وهاجموا الضحية بأقبح الأوصاف والصفات، بل حتى "مرتزقة الأنترنت" انضموا لكورال المتضامنين مع النقيب السابق في مواجهة الضحية، بعدما وجدوا الفرصة مواتية لحشد أكبر عدد من المشاهدات واللايكات في سوق "الأدسنس"، وكذا لتعزيز ودعم طلبات اللجوء التي تقدموا بها في فرنساوكندا، بدعوى أنهم "معارضين افتراضيين للنظام". وفي هذا السياق، وفي مشهد مطبوع بالسخرية السوداء، خرج زكرياء مومني شاردا في كندا يزعم التضامن مع محمد زيان، بيد أنه في الحقيقة كان يبحث عن دعم طلبه الرامي للحصول على اللجوء بكندا بعدما أقفلت فرنسا الأبواب في وجهه بسبب العنف الزوجي والإيذاء المبني على النوع الاجتماعي. أما دنيا فيلالي، الباحثة عن اللجوء في فرنسا، فقد نشرت تدوينة تعترف فيها ضمنيا بتورط محمد زيان في جرائم الاعتداء الجنسي! لكنها طالبت بإسقاط مسؤوليته الجنائية وتحميلها في المقابل لمن قالت أنهم "وثقوا وصوروا تلك الجرائم الجنسية". وفي تعليق على هذا الموضوع، أوضح مصدر مقرب من نجلاء الفيصلي ضحية محمد زيان بأن "استقراء تصريحات هذه الأخيرة حول التهديدات الخطيرة التي ما انفكت تتعرض لها من إرهابيين ومعتقلين سابقين في قضايا النصب، ومن أشخاص مجهولين محسوبين على محيط محمد زيان، يؤكد بجلاء بأننا لسنا أمام عمل معزول أو تصرف عرضي، وإنما في مواجهة اتفاق إجرامي يتزعمه المتهم أو على الأقل ينشط بإيعاز منه أو بمباركته الشخصية". واستطرد ذات المصدر بأن "هذه القناعة تكاد تكون مؤكدة وراسخة، ويعززها بشكل كبير (بروفايل) الأشخاص المتضامنين مع محمد زيان، والذين يحمل الكثير منهم رصيدا إجراميا خطيرا مثل محمد حاجب الإرهابي وزكرياء مومني المعتقل السابق في قضايا النصب على المرشحين الراغبين في الهجرة غير المشروعة". وختم ذات المصدر، بأن "محمد زيان لم يحترم القضاء طيلة مراحل الدعوى العمومية، بعدما أسرف في تقديم الدفوع الوهمية والملتمسات غير المنتجة، وفي وصم المحكمة بعبارات خادشة للاحترام والتوقير، كما أنه لم يتعامل بشرف مع الضحية التي دأب على مهاجمتها رغم أنها اختارت الطريق القانوني السليم لمحاكمته على جرائمه الجنسية"، مشدّدا في الأخير على أن "النقيب السابق لم يتقاضى بحسن نية، كما تفرض ذلك أعراف مهنة المحاماة وقواعد القانون، لكونه تعمد بشكل مفضوح عدم حضور جلسة النطق بالحكم، مخافة تطبيق مقتضيات المادة 392 من قانون المسطرة الجنائية في حقه، والتي تتيح للمحكمة إمكانية إيداع المتهم في السجن فورا إذا كانت العقوبة المحكوم بها تعادل سنة حبسا أو تفوقها".