ناقش برنامج في العمق، الذي يبث على قناة المغاربية، الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقاهرة، وتصريحات سفير مصر لدى المغرب التي سبقت هذه الزيارة، وأكد فيها دعم مصر للوحدة الترابية للمملكة المغربية وعدم اعترافها بالجمهورية الوهمية. وقال الصحفي الجزائري سعد بوعقبة، الذي حلّ ضيفا على هذه الحلقة من برنامج "في العمق"، إن "الدبلوماسية المغربية معروفة بالاحترافية والتنظيم المهني، ولا مجال للصدفة لديها"، مشيرا كذلك إلى أن التصريح الصحفي الذي أدلى به سفير مصر في الرباط عشية زيارة تبون للقاهرة، هو بمثابة رسالة واضحة من المصريين والمغاربة بأن موضوع "الصحراء المغربية" لم يكن مطروحا خلال لقاء تبون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح ذات الصحفي أن "الكلمة التي تم إلقاؤها خلال ختام اللقاء الذي جمع بين السيسي وتبون توحي بعدم وجود اتفاق بين الطرفين في العديد من القضايا"، مضيفا أن "النظام الحاكم في الجزائر تلقى صفعة جديدة في مصر بعد عدم التطرق لقضية الصحراء المغربية خلال هذا اللقاء". ودعا سعد بوعقبة الجزائر إلى إلغاء القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر حفاظا على ماء وجهها، مشددا على أنه من الصعب على مصر أن تتخذ موقفا داعما للجزائر. من جهته أكد المحلل السياسي يحيى بونوار، في مداخلته خلال حلقة برنامج في العمق، أن الرئيس عبد المجيد تبون، عانى من صعوبة كبيرة في المشي والنزول من الطائرة التي نقلته إلى مصر، مذكرا بأنه خضع لعملية جراحية بألمانيا في وقت سابق، ولافتا إلى أن النظام الحاكم في الجزائر لا يقدم أي معلومات متعلقة بمرض المسؤولين الجزائريين". وبخصوص الموقف المصري الرسمي من قضية "الصحراء المغربية"، لفت بونوار إلى أنه لم يتغير ولن يتغير، مشيرا إلى أن السفير المصري في المغرب أكد على ذلك تزامنا مع زيارة تبون للجزائر. وانتقد ذات المتحدث ازدواجية الخطاب لدى النظام الجزائري، حيث اتضح ذلك بشكل جلي من خلال قطع علاقاته الدبلوماسية مع المغرب بسبب إعادة إحياء علاقاته بإسرائيل، وتأكيده أن هناك رؤية مشتركة مع مصر التي تعتبر أول دولة طبعت علاقاتها مع إسرائيل. من جهته، اعتبر المحلل السياسي إسماعيل معراف، خلال مداخلته أن "زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى مصر كانت فاشلة بكل المقاييس"، مشيرا إلى أن قضية الصحراء المغربية تعتبر قضية هامشية بالنسبة لمصر"، موضحا أن "النظام الجزائري وقع في خطأ جسيم جراء إعلانه عن تنظيم القمة العربية في الجزائر"، لافتا إلى أنه أراد أن يبين للرأي العام الداخلي والخارجي أنه نظام قوي وقادر على لعب دور مهم في النزاعات الإقليمية"، مبرزا أنه "فشل في ذلك، حيث تبين أنه نظام عسكري يفتقد إلى الرؤية والتخطيط الاستراتيجي الذي من شأنه أن يقدم أمورا تسهم في التطور والنهوض بالبلاد".. واختتم ذات المتحدث مداخلته بالتأكيد على أن تبون قام بزيارة مصر من أجل طلب المساعدة لعقد القمة العربية في الجزائر، مشيرا إلى أنه لم يتم التطرق خلال هذه الزيارة لملفات إستراتيجية.