ضربة استباقية وجهتها القاهرة لنظام العسكر بالجزائر، بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى دولة مصر، والتي حلّ بها أمس الإثنين، بعد تصريحات السفير المصري بالرباط، ياسر مصطفى كمال عثمان، والتي أعلن فيها أن بلاده تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ولا تعترف بما تسمى "الجمهورية الصحراوية" ولا تقيم أي علاقات معها. وأشار السفير المصري الجديد، والذي باشر مهامه قبل أيام، في تصريحات لأحد المواقع الإخبارية المغربية، أمس الإثنين، أن مصر كانت قد شاركت في المؤتمر الدولي الذي نظمه المغرب والولايات المتحدةالأمريكية لدعم خطة الحكم الذاتي في يناير 2021، وشدد على أن الموقف المصري بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب لا يقبل التأويل أو التشكيك، مشيرا كذلك إلى أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يستعد للقيام بزيارة إلى المغرب بدعوة من نظيره المغربي، ناصر بوريطة؛ وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية. وتعتبر هذه التصريحات ضربة لنظام العسكر بالجزائر ودميته عبد المجيد تبون، الذي يقوم بزيارة لدولة مصر، في محاولة منه لاستجداء الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوسط له لدى الدول العربية، من أجل تحديد تاريخ معين لتنظيم القمة العربية التي تم تأجيلها مرة أخرى بعدما كان مقررا انعقادها بالجزائر شهر مارس المقبل. ورغم الزيارات المكوكية التي قام بها وزير خارجية نظام العسكر، رمطان لعمامرة إلى السعودية والإمارات ومصر، سعيا منه لإيجاد صيغة توافقية لتنظيم القمة العربية في وقتها في الجزائر وعدم تأجيلها، لم تعط هذه الزيارات النتائج المرجوة من نظام العسكر، ليرسل دميته عبد المجيد تبون لمصر، لمطالبة الرئيس السيسي بالتدخل والتوسط للجزائر التي عزلت نفسها عن الإجماع العربي بسبب مواقفها من عدة قضايا وارتمائها في أحضان إيران وكذا بسبب قراراتها الحمقاء تجاه المغرب العضو البارز بجامعة الدول العربية.