لا ينفك المعطي منجب يكذب ويزيف الحقائق في كل مرة يمتطي فيها صهوة الفايسبوك، ويعتلي فيها "هودج" التدوين الافتراضي. ويأبى المعطي منجب، في كل تدوينة وتغريدة إلا أن يذكرنا بأنه معسر ومعوز بخلاف ما تختزنه وتكتنزه حساباته البنكية الموزعة بين المغرب وفرنسا. ففي آخر صيحة من صيحات الافتراء عند هذا "المؤرخ التاريخي"، أنه احتفى بمرور سنة على اعتقاله من أجل غسل الأموال، وهي جسارة كبيرة من شخص لا يخجل ولا يتصبب عرقا وهو يخلد الذكرى السنوية لتورطه في جرائم مالية خطيرة، وكأن لسان حاله يقول لعموم المغاربة "بصحتي فلوس المجتمع المدني"! أكثر من ذلك، يصر المعطي منجب على إضافة بعض "الحشو" لمحتوى تدوينته، ليخلق انطباعا مغلوطا لدى القارئ بأنه ليس إقطاعيا ولا فيوداليا كما تشير إلى ذلك عقاراته الفلاحية بضواحي ابن سليمان. لذلك، ما فتئ المعطي منجب يتحدث في كل مرة، وبكثير من اللؤم السردي، عن اعتقاله من داخل مطعم (شعبي)، حتى لا يقال بأنه كان يرتاد كبرى المطاعم والمحلات العمومية الراقية. فكلمة (شعبي) التي جاءت مقرونة بالمطعم، لم ترد بشكل عرضي أو اعتباطي في تدوينة المعطي منجب، وإنما هي "لازمة من لوازم التواضع المقصود"، مثلها في ذلك مثل "الطلاء المتآكل بفعل البرودة في صالون منزله"، أو "اللحاف الأزرق القديم الذي يؤثث به فناء منزله" أو تلكم "السترة الرثة الطويلة التي تتجاوز مقاسه والتي اعتاد ارتداءها أمام عدسات المصورين". فكل هذه "الإشارات المخدومة"، يراهن عليها المعطي منجب ليروج على نفسه صورة مغلوطة مؤداها أنه فقير إلى الله، بالرغم من أرصدته البنكية العديدة المسربة. وليس "التفاقر"، بمعنى التظاهر المزعوم بالفقر، هو موطن الكذب الوحيد في تدوينات المعطي منجب، بل يصر في كل مرة على تذكير القارئ بأنه "مريض بداء السكري"، وبأن مصالح الشرطة لم تمهله حتى فرصة إكمال وجبة السمك قبل إحالته على المحكمة الابتدائية بالرباط! فهل يسخر المعطي منجب من ذكاء المغاربة؟ وهو يحاول في كل مرة ربط مسطرة توقيفه بداء السكري، وكأنه الوحيد المصاب بهذا الداء بالمغرب، أو أن هذا المرض المزمن هو بمثابة مانع قانوني يحول دون التوقيف والاعتقال. وهل إكمال وجبة السمك من دونه لديه أي تأثير على مسطرة الإحالة على المحكمة؟ بالطبع ليس هناك أي تأثير قانوني ولا إجرائي، وإنما المعطي منجب يمعن في ترديد هذا الخطاب لتثبيت صورة "الضحية المزعومة" في وجدان القارئ. وليس المعطي منجب وحده من يكذب ويحرف الحقائق في واقعة السمك والمطعم (الشعبي)، بل إنه يرتكب هذه الخطيئة في إطار شبكة منظمة تنشط في التدليس والغبن، تضم كلا من محمد رضا وعبد اللطيف حماموشي! ألم يزعم هذا الأخير بأنه كان حاضرا مع المعطي منجب لحظة حضور عناصر الشرطة للمطعم (الشعبي)، قبل أن يكشف فيديو المحل بأن محمد رضا هو من كان يجالسه ويقاسمه بنهم شديد وليمة السمك المشهورة. ألم يزعم عبد اللطيف حماموشي بأن واقعة الضبط الشرطي والإحالة على المحكمة تخللها عنف جسدي، قبل أن يوضح فيديو النازلة بأن المعطي منجب خرج من المحل ثابت الخطوة يمشي مثله مثل كل "مختلس منتشي بالظفر بالغنيمة". إنها شيمة "المناضلين" على طريقة وشاكلة المعطي منجب، وهي أن تكذب وتكذب.. وتتظاهر بالفقر والمرض، وتتباكى على وجبة سمك ناقصة الدسم، ثم تختلق إضرابا عن الطعام.. وبعدها يمكنك أن تأخذ مكانا قصيا عن الناس لتلهو وتعبث بعائدات الاختلاس وغسيل الأموال.