كان الفن دائما تلك القوة الناعمة التي تساهم في شحذ وتعبئة همم المواطنين بطريقة تجمع بين الكلمات الرقيقة والعميقة المعنى والمغزى، حيث تستعمل الرموز للتعبئة من أجل بلوغ الأهداف الوطنية التي تعرف الفرد بهويته وتدعوه إلى الالتفاف حولها وحمايتها من كل ما قد يتربص بها أو يهددها. ومنذ يومين أطل علينا عبد الهادي بلخياط أحد عمالقة الأغنية المغربية الملتزمة، بأغنية وسمها ب"خويا الصحراوي"، والتي صورها على طريقة الفيديو كيلب بصحرائنا الغالية، حيث جمع فيها بين الموسيقى الحسانية والعصرية بطريقة أبرزت قيم المجتمع الصحراي وكرمه وحبه لوطنه ورماله المقدسة والغالية على كل وطني غيور. وفي هذا الصدد، قال عبد الهادي بلخياط في تصريح ل"برلمان.كوم"، إن أغنية "خويا الصحراوي"، التي تم طرحها مؤخرا، استلهمها من فكر الراحل الحسن الثاني "الذي كان يقول لأولاده إن الوطن غفور رحيم"، مضيفا بالقول "هذا ما جعلني أقول "خويا الصحراوي، نت خويا ولد مي ولد بويا وملكنا واحد وبلادنا واحدة، نت تبكي وسط الخيمة وانا نبكي مور الخيمة ادخل را الوطن غفور رحيم". وفي جوابه عن رسائل الفن الهادف والملتزم الذي يشحذ الهمم ويعرف بالقضايا الوطنية ويعبئ لها، شدد بلخياط على أن "الفن هو رؤية من الأعماق وأنا لا أصنع شيئا من عندي، لأني أرى إحساس المواطنين وما يحدث في بلدي وأقوم بترجمته لأغنية". وأشار بلخياط بفخر كبير إلى أن المملكة المغربية كانت دائما "في علو ولم تنزل أبدا، والمغاربة دائما رجال وأحرار وفيهم النفس على بلادهم وعلى بعضهم"، مردفا أن الرجل المغربي ذكي جدا ويفهم ويحس، داعيا في ذات السياق إلى قراءة تاريخ المغرب وما مر به من ملوك. وعن جديده الفني، كشف بلخياط أنه بصدد التحضير لأغنية سيتحدث فيها عن تاريخ المغرب الحديث بداية من المرحوم الراحل محمد الخامس مرورا بالمرحوم الحسن الثاني ووصولا إلى الملك محمد السادس، مؤكدا على أنه سيبرز فيها محطات مر بها المغرب بدءا من الاستعمار وإلى غاية الاستقلال والتنمية التي تحققت.