شكلت رسالة الفيديو لعبد المجيد تبون التي تم بثها عبر منصة تويتر، مفاجأة حقيقية لوزارة الدفاع الجزائرية، وللقيادة العليا للجيش الوطني الجزائري، وللمخابرات الجزائرية، إذ لم يتم إبلاغهم بأن فريق التبون سيبث فيديو للرئيس، وفق ما ذكره الموقع الجزائري "Algérie Part". وذكر المصدر أن الشريط المرئي لم يتم إرساله إلى المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، قبل نقله إلى محطات تلفزيونية جزائرية خاصة، بل لم يتم نقله إلى أية وسيلة إعلام وطنية، حيث قام فريق تبون ببثه مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، واتصلوا بوسائل الإعلام الجزائرية لإبلاغهم بإطلاق الفيديو. وهذا يعني، يضيف الموقع، أن الرئيس الجزائري قرر التواصل فقط على تويتر دون اللجوء إلى خدمات الإعلام الوطني أو المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري. لماذا؟ لأنه أراد، منذ البداية، استخدام منصة حرة، وتحظى بشعبية واسعة من قبل وسائل الإعلام الدولية، وباختياره لهذه الوسيلة، حرص تبون على عدم تحوير رسالته أو التلاعب بها من قبل أي كان بحكم أنه لا يزال في الخارج في ألمانيا بعيدًا عن مركز السلطة. وبعد هذا، يقول المصدر، أخذ الفيديو المفاجئ بعدًا سياسيًا مثيرًا للاهتمام، عندما "علمنا أنه لم يتم إبلاغ أركان الجيش أو المخابرات الجزائرية مسبقًا بإطلاق رسالة الفيديو هذه، حيث تابع كبار المسؤولين في المعهد العسكري الجزائري هذا الفيديو على تويتر، مثلهم مثل جميع المواطنين الجزائريين الآخرين، أو عندما التقطته جميع القنوات التلفزيونية الخاصة وكذلك المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري كخطوة أخيرة". وخلال الفيديو لم يهنئ تبون الجيش الجزائري ولم يتحدث عن دوره الحيوي عندما تحدث عن التوترات على حدود البلاد والتي تهدد استقرارها، وفي هذا الصدد أوضح المصدر، أن جميع الرؤساء الجزائريين دائما ما يشيرون إلى الجيش الوطني عندما يتعلق الأمر بحالات الطوارئ الأمنية. "إنه تقليد راسخ الجذور في الجزائر لم يبتعد عنه أي رئيس دولة. لكن عبد المجيد تبون لم ينطق بكلمة واحدة عن الجيش الوطني الشعبي الجزائري وجهوده. لماذا إذن هذا الصمت المتعمد؟" يتساءل الموقع. إجابة على السؤال، أفاد المصدر أن هذا الفيديو المفاجئ هو في الحقيقة رد مباشر على الاجتماع المطول الذي عقده الخميس الماضي كبار مسؤولي المؤسسة العسكرية في وزارة الدفاع الوطني لدراسة التطورات المحتملة في الوضع الراهن في البلاد. وأراد عبد المجيد تبون أن يؤكد حضوره وأنه على قيد الحياة، وأنه لا ينبغي أن نبدأ في تخيل بديل له. وعبر رسالة الفيديو المبثوثة على تويتر قصدا، وجه التبون رسالة واضحة إلى الجيش: "ما زلت الرئيس ولن أتنازل عن ذلك!". ولم يخف الفيديو، علامات العجز البادية على تبون؛ عدم القدرة على الكلام وضيق في التنفس، بالإضافة إلى جلوسه على كرسي متحرك مغطى بصوف. وأبرز الموقع "أن عبد المجيد تبون لا يستطيع بالفعل العمل أو استئناف حياة نشطة. ولا يعرف بنفسه حتى الآن متى يمكنه العودة إلى الجزائر. ومع ذلك، فهو يريد الاستمرار في منصبه الرئاسي".