ذكر الموقع الإخباري الإسرائيلي "the jerusalem post" في مقال مطول، أن منظمة العفو الدولية المعروفة اختصارا ب"أمنستي" استهدفت في الآونة الأخيرة دولة إسرائيل، حيث هاجمت برنامج التجسس الخاص بها "بيغاسوس"، والذي يمكن "حقنه" في الهواتف الذكية، للوصول إلى مواقع مستخدميها ومكالماتهم ورسائلهم ومعلومات أخرى. وأكد صاحب المقال، أن منظمة العفو الدولية التي تختبئ تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، أدانت في العديد من المرات عبر وسائل الإعلام دولة إسرائيل بشكل غير متناسب، مضيفا بأنه حتى وإن تعلق الأمر بالكشف في بعض الأحيان، عن انتهاكات حقوق الإنسان في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، فإن منظمة أمنستي تحاول إلقاء الجزء الكبير من المسؤولية، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، على دولة إسرائيل. وأشار صاحب المقال، أنه جرى تطوير برنامج "Pegasus" من قبل "NSO Group"، شركة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية، التي تأسست في عام 2010، لمكافحة الهجمات الإرهابية التي تستهدف السكان المدنيين الإسرائيليين، مؤكدا بأن هذا البرنامج ومنذ بدايته لعب دورا أساسيا في إنقاذ حياة العديد من الرجال والنساء والأطفال، إضافة إلى مساعدته في اعتراض الأنشطة غير المشروعة الأخرى، مثل الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر وتحويل الأموال. وأوضح كاتب المقال، أنه وللتقليل من احتمال إساءة استخدام برنامج التجسس هذا، قررت الشركة الإسرائيلية مؤخرًا بيع هذه التكنولوجيا ومنتجاتها الأخرى فقط إلى "الحكومات المرخصة" وذلك وفقا للمبادئ التوجيهية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث تسمح وزارة الدفاع الإسرائيلية بتصدير "بيغاسوس" إلى الحكومات الأجنبية، ولكن ليس إلى كيانات خاصة، وعلى سبيل المثال فقد تمكنت الحكومة المكسيكية في عام 2014 من اعتقال بارون المخدرات الشهير "إل تشابو" بفضل استخدام برنامج "بيغاسوس". وأورد صاحب المقال، أنه ومن المعروف أن بعض الأدوية الحيوية يمكن أن تسبب آثارً غير مرغوب فيها وخطيرة في بعض الأحيان، كالبنسلين والأسيتامينوفين، على سبيل المثال، وهي الأدوية التي أدت إلى مجموعة من الوفيات، حيث أن أي اختراع بشري، بما في ذلك البرمجيات، لا يمكن على الإطلاق التنبؤ بها، والقول بأنه لا يشكل مجازفة، أو محصن من سوء الاستعمال كما يدل على ذلك اتهام منظمة العفو الدولية للمملكة العربية السعودية بالادعاء المزعوم، بأنها استخدمت "بيغاسوس" للتجسس ثم قتل جمال خاشقجي، وفقًا للتحليلات التي أجراها "Citizen Lab" بناءً على طلب المنظمة غير الحكومية، التي أشارت فيما بعد، إلى أسماء بعض مواقع الويب التي تبدو مرتبطة ببرنامج Pegasus الخاص بمجموعة NSO". وأضاف صاحب المقال، أنه وكما هو متوقع فإن الشكوك المثارة باستخدام الكلمات، مثل "تبدو"، هي شائعة في تقارير منظمة العفو الدولية، وهو الشيء نفسه الذي ينطبق على تقارير مختبر "Citizen Lab" التي تتضمن عبارات مثل "على ما يبدو" و"يعتقد" و"مشتبه فيه". وأشار ذات المتحدث في مقاله، إلى ادعاءات منظمة أمنستي العام الماضي، بوجود "هجمات معلوماتية موجهة قامت بها السلطات المغربية ضد اثنين من المدافعين المغاربة عن حقوق الإنسان باستخدام برنامج التجسس الخاص "بيغاسوس"، دون أن تتوفر لها أدلة وحجج دامغة تثبت ادعاءاتها هاته، قبل أن تعود مرة أخرى الشهر الماضي وتخرج بتقرير تتحدث فيه عن "استهداف السلطات المغربية مرة أخرى لأحد الناشطين والصحفيين المتدربين في المغرب"، والذي تبين فيما بعد أنه متورط في قضية تمس بسلامة وأمن الدولة، حيث ادعت منظمة العفو الدولية عبر أحد الباحثين في المجال الأمني التابعين لها أن هناك هاكرز يعملون لحساب الحكومة المغربية، دون أن تقدم أي دلائل على ادعاءاتها هذه، وهو ما تم رفضه وبشدة من طرف رئيس الحكومة المغربية، معتبرا بأن ما جاء في التقرير المزعوم لمنظمة أمنستي لا يعدو أن يكون اتهامات باطلة فقط، مطالبا في نفس الوقت منظمة العفو الدولية "بنسخة من تقرير الخبرة العلمية" الذي تم الاعتماد عليه لتوجيه هذه المزاعم، وهو ما لم تستطع المنظمة القيام به لحدود الساعة، الشيء الذي وضعها في موقف محرج أمام المنتظم الدولي. وتطرق أيضا صاحب المقال، إلى صحفي مغربي مقيم بواشنطن، والذي نشر وثائق عديدة تشهد على انحياز منظمة العفو الدولية غير الحكومية ومعاييرها المزدوجة وطريقة تعاملها مع دول دون أخرى، واعتمادها على تقارير مفبركة خصوصا ضد المغرب. وأوردت الصحيفة، أن المغرب، شأنه في ذلك شأن الدول العربية الأخرى المتحالفة مع الولاياتالمتحدة والغرب، كان هدفا للهجمات الإرهابية التي يشنها الإسلاميون والجماعات المتطرفة الأخرى في الدارالبيضاء ومراكش وبالقرب من جبل توبقال، حيث تم قتل العشرات من المغاربة والأجانب ضمن عمليات إرهابية منظمة، حيث عملت السلطات المغربية منذ عام 2002 على تفكيك حوالي 200 خلية إرهابية وإحباط أكثر من 350 هجمة إرهابية، دون أن يحضى هذا الموضوع باهتمام منظمة العفو الدولية رغم ما يشكله من خطر على الفرد والمجتمع، عكس اهتمامها بقضيتها المزعومة تجاه المغرب والمتعلقة باختراق الهواتف المحمولة لثلاثة نشطاء مغاربة. وأورد صاحب المقال، أن محكمة مقاطعة تل أبيب، قامت هذا الأسبوع، بنشر طلب منظمة العفو الدولية الخاص بسحب رخصة تصدير برنامج NSO، بسبب نقص الأدلة، مدعية "بأنه كانت هناك محاولة لمراقبة أحد النشطاء في مجال حقوق الإنسان من خلال الولوج إلى هاتفه". واختتم الكاتب مقاله، مؤكدا بأنه وبينما منظمة العفو الدولية تشن حربها المعادية ضد دولة إسرائيل، تواصل الشركات الإسرائيلية الابتكار من أجل الصالح العام في الواقع وبعيدا عن الاستفزاز والإبتزاز، حيث تعمل شركة NSO حاليًا على تسويق "Eclipse"، وهي "تقنية طائرات بدون طيار مصممة للكشف عن الطائرات التجارية بدون طيار غير المصرح بها والتكفل بها ومصادرتها بكل أمان في منطقة محددة، مضيفا بأنه ولحسن الحظ، فإن محاولات منظمة العفو الدولية اليائسة لتشويه سمعة رجال الأعمال الإسرائيليين لا ترقى إلى قدرة إسرائيل على تطوير التكنولوجيا الحيوية لإسرائيل.