يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن والعواصم، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “عواصم ومعالم عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول تاريخ العديد من العواصم والمعالم المشهورة على المستوى العالمي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “عواصم ومعالم عبر التاريخ”، لتاريخ مدينة وليلي المغربية. تعتبر مدينة وليلي أقدم موقع أثري بالمغرب وتقع في سفح جبال مدينة مولاي إدريس زرهون مؤسس دول الأدارسة بالمغرب، وقد سميت باسمه واحتضنت قبره. وأُسست المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، وجعلتها الإمبراطورية الرومانية مخفرا هاما لها، كما أن أنها كانت عاصمة مملكة موريطانيا القديمة. ويعود أصل تسميتها بوليلي إلى زهرة شجرة الدفلي، وهناك الكثير من الحضارات التي مرت على هذه المدينة إذ انتشر فيها الدين الإسلامي وقامت بها الدول الإسلامية، كما مرت بها الحضارات الرومانية التي ظلت لفترات طويلة في المنطقة، وكان لها تأثير كبير فيها حتى جاءت الدولة الأدريسية وفرضت سيطرتها على البلاد. وتحتل المدينة مكانة تاريخية مرموقة، حيث يوجد فيها العديد من المواقع الرومانية المهمة في منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا، كما اتفق المؤرخون على أنّ تاريخها يرجع إلى أول قرنين من الميلاد لما تحتويه من آثار رومانية مثل، الساحة العمومية، وقوس النصر، والمحكمة الرومانية القديمة، وكانت بداية هذه الحضارة. وتتميز مدينة وليلي باحتوائها على الكثير من التضاريس الطبيعية مثل الأراضي الخصبة، ومصادر مائية، وموارد طبيعية، كما تمّ تصنيفها من الأممالمتحدة لتربية والثقافة والعلوم باعتبارها واحدة من ضمن لائحة التراث العالمي، في سنة 1997م. ويعتبر بناء السور الكبير بأبوابه الثمانية من أهم المعالم التاريخية، بالإضافة إلى بعض أبراج المراقبة التي كانت تعد بمثابة حصن منيع ضد أي هجوم استهدف المدينة، كما أن هذه المأثر جعلت المدينة بمكانة سياحية كبيرة، حيث يأتي إليها السياح من كافة أنحاء العالم.