عرفت الملاهي والأندية الليلية ومختلف المرافق التي تنشط في ما يمكن ان يصطلح عليه “اقتصاد الظلام”، انتعاشة ونقلة نوعية منذ تولي الحزب الاسلامي تولي قيادة جماعة مكناس. وفي مفارقة غريبة من نوعها، فبعدما كانت أنشطة الملاهي الليلية والحانات حكرا على من يلجها، أصبحت بادية للعيان ولمختلف شرائح الساكنة بعدما اختار أرباب هذه المرافق البحث عن زبناء جدد عن طريق اغرائهم بالولوج اليها من خلال عروض وأثمنة مغرية تتضمن ما لذ وطاب من المشروبات الكحولية وما يؤتتها من جلسات “الشطيح والرديح”،وذلك بالاستعانة بشاشات اشهارية ضخمة بترخيص من مصالح الجماعة تعلق بعناية على واجهتها في مركز المدينة. مقاهي الشيشة بدورها ازدهرت في الاونة الاخيرة بمكناس، ولم تعد حكرا على مركز المدينة “حمرية”، بل سارت عدد من الاحياء تتوفر على مقاهي تقدم خدمات من هذا النوع، وما يصاحبها من مظاهر ، كترويج الممنوعات ودعارة القاصرات، وهي أمور لا تخفى عن عامة الناس، ليطرح السؤال، لماذا يتم التغاضي عنها من طرف السلطات الأمنية والمحلية، وتوقف اصدار قرارات اغلاقها من مجلس الجماعة. هذا ويتخذ مجلس جماعة مكناس الذي يقوده عبد الله بووانو القيادي في الحزب الاسلامي، موقف المتفرج أمام تنامي هذه المظاهر التي تساهم بشكل كبير في تخريب المجتمع المكناسي، الذي سار أبناؤه وبناته عرضة للادمان ليس بمعناه الكلاسيكي، بل بمعناه المعاصر الذي تشكله أنواع جديدة من المخدرات كحبوب “الاكستازي” و”النفاخة” و المخدرات الصلبة.