كشف تقرير جديد أصدره مجموعة من الخبراء والباحثين المغاربة في قضايا أمريكا اللاتينية، عن فشل معظم دول تلك المنطقة في تدبير الأزمات السياسية التي شهدتها خلال السنة الماضية، مركزا على الانتخابات الرئاسية التي شهدتها سبع دول من أمريكا اللاتينية، بحيث بقي معظمها متأرجحا بين التيارات اليمينية والتيارات اليسارية. وذكر “التقرير السياسي لأمريكا اللاتينية” الذي يصدره مرصد أمركيا اللاتينية بالرباط، وينسق مواضيعه الباحث محسن منجيد، أن انتخاب اليميني جائير بولسونار في البرازيل والتصويت لصالح اليساري مانويل لوبيز أوبرادور يعكس “توازنا مؤقتا” من قبيل الذي سعت إليه بعض الأنظمة في أمريكا اللاتينية. وتكشف نتائج هذه الإنتخابات بحسب ذات التقرير الذي جاء في ما يقارب 100 صفحة، عن “تنامي اتجاه مستمر لدى الناخبين في تغيير المشهد السياسي من خلال معاقبة النخب السياسية الغارقة في الفساد الإداري والمالي والتصويت لصالح البديل عىل أمل تحقيق التغيير”. مشيرا إلى أن “تجارب دول المنطقة مع الأزمات الإقتصادية التي مرت منها لم يساهم في إكسابها مناعة وقوة، فالأرجنتين تسجل سنة من الإنكماش في النمو وتعود إلى الإقتراض من صندوق النقد الدولي”. وبخصوص أزمات فينيزويلا التي أنهت العام الماضي باندلاع الاحتجاجات على مادورو، أكد ذات التقرير على أن “إحتياطي النفط الذي تتوفرعليه فنزويلا في إخراجها من وضعها الإقتصادي المنهار، بحيث مايزال الفساد يشكل سببا في انعدام الثقة في النخب الحاكمة”. وأشار التقرير إلى “قوافل المهاجرين القاصدين الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أصبحت بمثابة المؤشر الحقيقي عى تقهقر الوأضاع الاجتماعية وتزايد الفقر والبطالة وتراجع ظروف العيش الكريم”، خصوصا وأن هذا الموضوع مرتبط بالتوجهات التي لا يني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التعبير عنها، من خلال سعيه إلى بناء جدار عازل على الحدود الجنوبية لبلاده مع المكسيك. واهتم التقرير أيضا بالسياسة الخارجية للدول الأمريكية اللاتينية، مؤكدا أنه “من المحتمل أن تتحول أمريكا اللاتينية إلى فضاء للمنافسة حول الزعامة الإقليمية بين المكسيكوالبرازيل”، مشرا إلى أن المكسيك بعد أن وجهت بوصلتها السياسية واالإقتصادية نحو الشمال وغابت عن المنطقة منذ تسعينات القرن الماضي، يستعد رئيسها الجديد لإعادة الاهتمام بمنطقة النفوذ الطبيعية لبلاده في أمريكا الوسطى وإطلاق حوار سياسي مع دول اليسار والمساهمة في حل الأزمات في أمريكا اللاتينية”. ويؤكد التقرير ذاته على أن “الدينامية الإيجابية التي أصبحت تطبع علاقات المغرب مع دول المنطقة تدفع إلى القيام بتحليل للسياسة التجارية المغربية إزاء أمريكا اللاتينية بهدف معرفة وزن هذه الأخيرة في الخريطة التجارية للمغرب وأهم المبادرات والتحديات المستقبلية أمام رفع مستوى حجم المبادلات التجارية بين الجانبين”. جدير بالذكر أن هذا هو التقرير السادس من نوعه حول سياسات أمركيا اللاتينية الذي يصدره مجموعة من الخبراء والباحثين في شؤون المنطقة، ضمن مرصد أمريكا اللاتينية في المغرب، والذين يشتغلون سنويا على إعداد التقرير معتمدين على “إمكانياتهم ذاتية وخارج التوفر حتى على مقر يجتمع فيه العاملون في هذا المرصد” بحسب اتصال هاتفي أجراه “برلمان.كوم” مع مدير المرصد محسن منجيد.