أكد هشام رحيل، عضو المنتدى الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن النقاش الذي أثير حول صور البرلمانية “البيجيدية” أمينة ماء العينين، لا يتعلق بها شخصيا ولا يدخل ضمن ما يمكن وصفه بالمساس بحريتها الشخصية، مشددا على أن ما يهم في هذا كله هو ازدواجية الخطاب والسلوك لدى حزب العدالة والتنمية، والذي تبين بالملموس على أنه يوظف المرجعية الإسلامية في استقطاب أصوات الناخبين ليس إلا. وبخصوص سقوط وزراء وأعضاء قياديين من البيجيدي في التناقض بين المرجعية الإسلامية التي يتخذ منها حزب “المصباح” منطلقاته الفكرية والسياسية، وبين ما اقترفوه من فضائح أخلاقية، أوضح رحيل أن هذا الحزب كان يوهم المغاربة بأنه حزب مستقيم وأعضاؤه متدينون ونزهاء، مقابل اتهامه ضمنيا أو صراحة للأحزاب الأخرى بأنها فاسدة، غير أن ما أقدم عليه محمد يتيم على سبيل الذكر يعتبر مفارقة غريبة، إذ كيف يعقل، يقول رحيل، أن يصطحب الرجل وهو الذي كان من الدعاة شابة إلى فرنسا ويختلي بها هناك، دون أن يكون مرتبطا بها بعقد زواج وحين تم نشر صوره سارع إلى التأكيد على أنها خطيبته وهو لم ينه بعد مسطرة طلاقه من زوجته الأولى. وتساءل رحيل، لماذا لم تتم محاسبة الوزير يتيم من طرف قيادة حزبه، علما أن ما أقدم عليه يعتبر فضيحة أخلاقية بكل المقاييس، ومخالفا للمرجعية الإسلامية التي يتشدق بها البيجيديون، مشيرا إلى أنه لو سقط أي وزير من حزب آخر في ما سقط فيه يتيم، لأقام أعضاء حزب العدالة والتنمية الدنيا ولم يقعدوها. وأضاف رحيل، أن حزب العدالة والتنمية عرف حالة من الارتباك بخصوص ما قامت به ماء العينين، وبأن هذه الأخيرة ورغم كونها كانت ترغب بالتحرر إلا أن ثقافة التشدد السائدة داخل البيت الحزبي منعتها من ذلك، وحين وجدت الفرصة فقد فعلت ما تراه منسجما مع قناعاتها الشخصية. وتمنى المتحدث أن يتحلى الحزب بالشجاعة ويتخلى عن استغلال الدين وتوظيفه في السياسة، مضيفا أن المواطنين يحتاجون إلى التنمية وتطوير مستواهم المعيشي، ولذلك طالب من البيجيدي اختيار الأطر ذات الكفاءة القادرة على تقديم الإضافات بمنطق المؤهلات الفكرية والعلمية وليس بمنطق الالتزام والسلوك الديني.