أفاد آخر تقرير ل”جلوبال فاير باور”، المتخصص في الشؤون العسكرية، نشره مؤخرا على موقعه برسم سنة 2017، بأن الجيش المغربي يحتل حاليا الرتبة السابعة إفريقيا والجزائر ثانيا بعد مصر. واعتمد تقرير “جلوبال فاير باور” الأخير في تصنيفه لجيوش العالم على الترسانة العسكرية، إضافة إلى عوامل أخرى، منها عدد السكان وعدد المقاتلين في الجيش والآليات العسكرية وميزانية الجيوش. وعلى الرغم من الفارق الكبير بين ميزانية الجيش المغربي ونظيره الجزائري، الذي يتوفر على ميزانية سنوية تفوق 10 مليارات ونصف المليار دولار، في حين لا تتعدى ميزانية المغرب 3 مليارات ونصف، فإن الجيش المغربي، في السنوات الأخيرة، حقق قفزة نوعية من خلال تعزيز ترسانته الحربية بقطع متطورة من قبيل مقاتلات ال(إف 16) والفرقاطات البحرية المتطورة وأنظمة الصواريخ والرصد عن بعد. مقاتلة ال”F-16″ المغربية ويظهر تفوق المغرب في سلاح البحر، إذ يتوفر على أكثر من 121 قطعة بحرية فيما تتوفر الجزائر على 85 قطعة بحرية فقط. فرقاطة طارق ابن زياد المغربية وبالنسبة للقوة البشرية، أشار ذات التقرير، إلى أن المغرب يتوفر على 198 ألف عسكري نشيط، و175 ألف عسكري احتياطي، في حين أن الجزائر تتوفر على 520 ألف عسكري نشيط، و272 ألف و350 عسكري احتياطي. وفيما يخص القوات البرية، يتوفر المغرب على ما مجموعه 448 مدفعا ذاتي الدفع فيما تتوفر الجزائر على 220 من هذا النوع، أما فيما يخص أنظمة إطلاق الصواريخ فتتوفر الجارة الشرقية على 176 فيما يتوفر المغرب على 72 نظام إطلاق صواريخ. وفيما يخص الدبابات، فإن المغرب يمتلك 1276 دبابة، و2348 مركبة مدرعة، في حين أن الجزائر تتوفر على 2405 دبابات و6754 مركبة مدرعة. أما القوة الجوية، فإن المغرب يتوفر على معدات جوية متعددة وأساسية داخل ترسانة أي جيش قوي، بتوفره على 278 طائرة حربية، و46 مقاتلة معترضة، و50 مقاتلة، و158 طائرة لنقل المعدات، و80 طائرة للتدريب، و128 طائرة هيليكوبتر. وبشكل مواز، يتوفر الجيش الجزائري على 502 طائرة حربية، و89 مقاتلة معترضة، و99 مقاتلة، و266 طائرة لنقل المعدات، و68 طائرة للتدريب، و257 طائرة هيليكوبتر. طائرة الرصد الاستخباراتي 550 Gulfstream المغربية لكن المغرب، من خلال إبرامه صفقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لاقتناء أربع طائرات للرصد الاستخباراتي والاستطلاع والحرب الإلكترونية من طراز 550 Gulfstream، مجهزة من طرف شركة "رايثون" وتجهيزات أمريكية أخرى، أكد من جديد تفقوه في سلاح الجو إفريقيا. وحسب موقع intelligenceonline، فإن شركة Elta الإسرائيلية ستضع تجهيزات أخرى للطائرة SIGINT من أجل الرصد الاستخباراتي وELINT من أجل التشويش على دفاعات العدو. وكشفت وثيقة وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية حول برامج التدريب العام الماضي، أن الطيارين المغاربة قد بدؤوا بالفعل تدريبات مكثفة حول الطائرة. وكان الدكتور إبراهيم السعيدي، الخبير في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي، انتقد في عدة مناسبات، التصنيف الذي أصدره موقع الإحصائيات العسكري جلوبال فاير باور “Global Fire Power”، للجيوش العسكرية الأكثر قوة بالعالم. حيث أشار إلى أن المنهجية التي يعتمدها الموقع، تثير الكثير من التساؤلات لدى الباحثين المتخصصين في الاستراتيجية العسكرية حول مصداقية تصنيفه لدول العالم حسب قدراتها العسكرية. وأشار أيضا إلى أن “كل التصنيفات التي يقوم بها هذا الموقع للقوات المسلحة في العالم، تعتمد بشكل تبسيطي على الجانب الكمي والإحصائي للحجم العددي للجيوش، ولا يجتهد في تقديم تقييم للجانب النوعي الذي أضحى المحدد الرئيس في قياس احترافية وقدرة الجيوش على التكيف مع التطورات التي يقتضيها التدبير المعاصر للحرب”. ولفت ذات المصدر إلى أن “هذا المنطق يمكن استعماله للمقارنة بين المغرب والجزائر، حيث أنه من الناحية التقنية العتاد العسكري المغربي يعد أكثر تطورا من نظيره الجزائري، باعتبار أن الأسلحة الروسية التي تستوردها الجزائر أبانت عن نواقص كبيرة، مقارنة مع الأسلحة التي يقتنيها المغرب من الدول الغربية”. وأبرز المتحدث بأنه من حيث معيار التقارب العملياتي المتعلق باستيعاب متطلبات العمل العسكري المشترك، فإن الجيش المغربي والجيش الأردني يعتبران من الجيوش النموذجية في العالم العربي”. وعزا المتخصص في السياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي هذا المعطى إلى مشاركة المغرب والأردن الفعالة في عمليات حفظ السلام، والتمارين المشتركة مع الحلف الأطلسي، وكذا العمل العسكري المشترك في إطار الاتفاقيات الثنائية مع عدد من البلدان الغربية، بدليل التمارين المشتركة التي انطلقت سنة 2010 بين الجيش الأمريكي ونظيره المغربي تحت اسم African lion. راجمات الصواريخ الموجهة 2D-WS المغربية وتجدر الإشارة إلى أن المغرب اقتنى مؤخرا نظام راجمات صواريخ صينية متطورة، محققا بذلك قفزة نوعية، إذ أن هذه المنظومة تمنح المغرب قوة دفاعية مهمة والتصدي لأي هجوم بشكل مسبق.