قال عبد الاله ابن كيران في أحد تصريحاته الأخيرة ، ردا على ما جاء في بعض وسائل الاعلام ، من أن الحكومة أنهت ولايتها وهي الآن حكومة “تصريف أعمال “، (قال) إن “القيامة التي تحدث عنها جلالة الملك بالنسبة للانتخابات لسنا فيها الآن..”. لكن ، يبدو أن هذه “القيامة” بالنسبة لحزب العدالة والتنمية ، قد بدأت بالفعل ، حيث تدل كل المؤشرات على أن حزب المصباح قد استنفر كل طاقاته وامكاناته المادية والبشرية واللوجيستية ، لخوض معركة الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، التي تعتبرها قيادات هذا الحزب من خلال تصريحاتها ومواقفها المتشنجة ، معركة “حياة أو موت”. وتفيد مصادر مطلعة على مجريات وتفاصيل خطط حزب ابن كيران ، أن الكتائب الدعائية والتنظيمية وأعضاء اللوائح الانتخابية ل”البيجيدي” قد وضعت كافة الترتيبات المتعلقة بانطلاق الحملة الانتخابية رسميا ابتداء من يوم غد السبت 24 شتنبر . وقالت هذه المصادر ل”برلمان.كوم” أن حملة “البيجيدي” ستكون قوية وبشكل تصاعدي وسيلجأ القائمون عليها إلى كل الوسائل لحث الناخبين على التصويت للمصباح. وأعطى المصدر مثالا لما ستكون عليها الحملة على الصعيد الوطني والمحلي ،نموذج الدائرة الانتخابية ل (الرباط-شالة)، حيث تعتزم إدارة الحملة الانتخابية بهذه الدائرة النزول بكل ثقلها للدعاية للحزب وارباك الاحزاب المنافسة . وتنقسم مجريات الحملة إلى ثلاث مراحل ، يتم في المرحلة الأولى (24-25 أكتوبر) تعليق صور المرشحين على نطاق واسع وتوظيف وسائل تقنية والكترونية ولوجيستية كبيرة من سيارات ودراجات نارية واتصالات هاتفية ومراكز اتصال من أجل التواصل المباشر مع ساكنة الدائرة . كما تقوم كتائب الحزب بجولات مشيا على الاقدام وبواسطة الدراجات النارية مع تعبئة كل أتباع الحزب والمتعاطفين معه لتوزيع المطويات الانتخابية على السكان. كما تتضمن الحملة في مرحلتها الاولى اطلاق صفحات على الفايسبوك خاصة بوكيل وأعضاء اللائحة الانتخابية مع متابعة مستمرة لهذه الصفحات واستعمال حواسب بشاشات كبيرة في الدعاية الانتخابية. وتتضمن المرحلة الثانية (28 شتنبر – 03 اكتوبر) التركيز في اللقاءات على الفئات الاجتماعية كالشباب والنساء والفاعلين الجمعويين والصناع التقليديين وممثلي الوداديات وحتى السانديك في الاقامات السكنية . وخلال هذه المرحلة تتولى كتائب البيجيدي وضع قوائم للمصوتين المحتملين لفائدة الحزب مع التأكد بأنهم مسجلين في اللوائح الانتخابية ، بالإضافة إلى توجيه رسائل شخصية للعائلات الكبرى المعروفة في الاحياء التابعة للدائرة الانتخابية. أما المرحلة الأخيرة من الحملة (04 06 أكتوبر) فستتميز بالرفع من وتيرة الدعاية للمرشحين مع التواجد القوي والمكثف للقائمين على الحملة والمرشحين مع توزيع رسائل مفتوحة إلى الناخبين والتركيز على الشخصيات المؤثرة . وبذلك يكون حزب ابن كيران قد اخرط قلبا وقالبا في “القيامة الانتخابية” التي حذر منها الملك في إحدى خطبه السابقة ، وقال عنها ابن كيران أنها لم تحن بعد. مراقبون للشأن السياسي المغربي قالوا إن هذا البرنامج المكثف للحملة الانتخابية يسعى إلى الرد على الفضائح الأخلاقية و فضائح الفساد الاداري والمالي التي تورط فيها قياديون بارزون في حزب المصباح و التي نالت من صورة الحزب و قيادييه و التي، إضافة إلى الحصيلة الهزيلة لحكومة عبد الإله ابن كيران خاصة على الصعيدين الإقتصادي و الإجتماعي، ستجعل الناخبين ينفرون من حزب العدالة و التنمية و التصويت على منافسي مرشحيه انتقاما لعدم الوفاء بالتزاماته.