يختزل بلاغ وزارة الشؤون الخارجية السويدية حول واقعة إضرام النار في المصحف الشريف، العديد من الأجوبة الشافية على أدعياء حقوق الإنسان، ممن اعتبروا هذا الفعل الشنيع تمرين من تمارين حرية التعبير، وفي طليعتهم المعطي منجب. وفيما يلي نقاش افتراضي بين وزارة الشؤون الخارجية السويدية من جهة، وهواة"الركمجة" الحقوقية من جهة ثانية، وتحديدا المعطي منجب، الذي حاول الركوب على فعل معادي للإسلام ليعادي به شعور المغاربة وعموم المسلمين عبر العالم. وينهل هذا النقاش الافتراضي سجاله القانوني والمفاهيمي من بيان رسمي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية السويدية في أعقاب هذا الحادث المقيت، كما يستحضر كذلك التصريحات العبثية التي أدلى بها مؤخرا المعطي منجب، والتي تجاسر فيها على المشترك العقدي الجامع بين المغاربة، وهو الفرقان الحكيم. كما تنضم لهذا النقاش الافتراضي، بشكل عرضي، منظمة التعاون الإسلامي التي دعت دولها الأعضاء، ما فيها المغرب، إلى اتخاذ موقف حازم لضمان عدم تكرارا هذه الأفعال المعادية للإسلام والمسلمين فوق التراب السويدي، كما يلتحق به كذلك المجلس العلمي المحلي بالصخيرات تمارة، والذي اعتبر ما قام به المعطي منجب هوس من هلوسات من باعوا أنفسهم للشيطان. المعطي منجب: الحكومة السويدية تعتبر أن أي عمل لا يرتب ضررا بدنيا فهو فعل قانوني وغير مجرم، بما في ذلك إضرام النار في المصحف الشريف! الحكومة السويدية: (على العكس من ذلك) إننا ندين بشدة هذه الأعمال، المعادية للإسلام والمسلمين، والتي لا تعكس بأي حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية". المعطي منجب: الشخص الذي أضرم النار في المصحف تصرف تلقائيا بدون أي دخل من الحكومة السويدية أو المجتمع المدني! الحكومة السويدية: إننا نتفهم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التي يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين. وهذه التظاهرات تخضع لتصريح مسبق من جانب السلطات الرسمية في السويد. المعطي منجب: لا أفهم ردة فعل المغرب! هل لأنه لم يفهم بأن من ارتكب هذا الفعل هو مواطن عراقي وليس أوروبي! الحكومة السويدية: إننا ندين هذه الأفعال التي يرتكبها (الأفراد)! وكلمة أفراد هنا جاءت بصيغة العمومية والتجريد لتشمل أي شخص سواء كان أوروبيا أو سويديا أو عراقيا أو مسيحيا! فالحكومة تشجب هذا الفعل بصرف النظر عن جنسية ومعتقد مرتكبه. المعطي منجب: المغرب هو بلد منافق! لأنه ينتقد السويد لأنها دولة صغيرة وبعيدة. الحكومة السويدية: (بدون تعليق) فالسويد هي دولة ليست بالصغيرة ولا البعيدة. منظمة التعاون الإسلامي: جميع الدول الإسلامية الأعضاء مطالبة باتخاذ مواقف حازمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام. المعطي منجب: المغرب هو بلد شعبوي وليس من حقه استهداف السويد! منظمة التعاون الإسلامي: المغرب هو دولة إسلامية ودولة عضو في هذه المنظمة ، بل هي من البلدان المؤسسة لهذه الهيئة الاسلامية! المعطي منجب: (حتى ولو طارت معزة) فالمغرب ليس من حقه الدفاع عن المصحف الشريف ولا مهاجمة السويد! فأنا اعتبره بلد منافق وشعبوي! المجلس العلمي المحلي بتمارة: إننا نستنكر ما نشره شخص ينتسب للمغرب من القول المنكر بأن إحراق المصحف الشريف الذي ارتكب في دولة أجنبية أمر لا يستدعي التنديد وليس جريمة مادام لم يقترن بقتل! المعطي منجب: إنني أتشبت بموقفي بأن إضرام النار في المصحف هو تجسيد لحرية التعبير! المجلس العلمي المحلي: هذه الدناءة الفكرية، وهذا الهراء غير المسؤول إنما يغذي الكراهية ويشجع على العنف والإرهاب. المعطي منجب: سأتابع انتقاد "فساد المغرب" وهذه حملة شنعاء تطال أفكاري وحريتي! المجلس العلمي المحلي: هذه ليست حرية وإنما "سعي خاسر إلى الشهرة من غير بابها، إلا بالنسبة لمن باع نفسه للشيطان"، وكل من وصله مثل هذا البهتان من أهل بلدنا، فما عليه إلا أن يقرأ قول ربنا سبحانه وتعالى: "فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون". عموم المغاربة: سيأتي اليوم الذي يوعد به المعطي منجب بما يوعد به من يتجاسرون على الإسلام والمسلمين ويباركون إضرام النار في القرآن الكريم، بدعوى أنها حرية من حريات التعبير