قدَّم النادي الدبلوماسي المغربي، مساء اليوم الأربعاء، بالمكتبة الوطنية، مؤلفين حول العلاقات المغربية الجزائرية وتطوراتها للكاتب الطيب الدكار، الصحافي والكاتب المتخصص في العلاقات الجزائرية المغربية. وقدّم كتاب الطيب دكار الموسوم ب " الجزائر..عدم الاستقرار السياسي يديم القطيعة مع المغرب" "L'Algérie l'instabilité politique éternise la rupture avec le Maroc"، السفير السابق علي عاشور، الذي أكد أن الكاتب حلل و فسر من خلاله الكاتب العديد من المراحل والحقبات المهمة ويعطي من خلالها حلولا جوهرية للأزمة بين البلدين. وبدوره قدم السفير عبد العظيم التبر كتاب نفس المؤلف الذي وسمه ب"المغرب- الجزائر الحذر المتبادل"(réciproque méfiance la ,Algérie – Maroc) والذي كان أصدره مدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالجزائر الأسبق مؤلف الكتاب الطيب دكار في العام 2014 باللغة الفرنسية وترجمه إلى اللغة العربية سنة 2019. وخلال قرائته قال السفير عبد العظيم التبر، أن المؤلف الذي شغل مراسلا لوكالة المغرب العربي للأنباء بالجزائر، سعى من خلال الكتاب الذي صدر سنة 2013، إلى تحليل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الجزائر خلال نهاية عقد الثمانينات ومطلع التسعينات، ثم في بداية الألفية الحالية، وهي المرحلة من تاريخ هذا البلد التي تميزت بانفتاح السلطات الجزائرية على الأحزاب السياسية وأيضا بتوقف المسلسل الديمقراطي. وأضاف ذات المتحدث، أن الكتاب يرصد وضعية وتطور العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجزائر، مبرزا أن مضمون الكتاب يمكن تقسيمه إلى ثلات أقسام القسم الأول يضم مذكرات، القسم الثاني يتمحور حول سؤال كيف وصلنا إلى مرحلة الحذر بين البلدين؟ بالإضافة إلى مشكلة ترسيم الحدود كما شمل أيضا حرب الرمال وطرد المغاربة وغلق الحدود. أما الجزء الثالث و الأخير، فهو يضم المقترحات والتصورات التي طرحها دكار للخروج من هذه الأزمة التي وصفها التبر " بالحلم أو الخيال" حسب تعبيره. وأضاف التبر أن ما يميز كتاب الصحفي دكار، انه أعطى مجموعة من الحلول الموضوعية، وأفكار يمكن العمل عليها من أجل ايجاد حل لقضية الصحراء، وبدأ دكار ذلك بتسليط الضوء عن فرص التنمية الضائعة بسبب عدم التعاون بين البلدين، حيث يوضح كيف يمكن أن يصبح البلدين قوة اقتصادية والتي يراها البعض "قد تبدو حلم" على حسب تعبيره. و في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، قال الطيب دكار إن مؤلفيه الإثنين، يثيرون وقائع وأحداث عاشتها الجارة الشرقية خلال سنوات اشتغاله هناك، والتي من بينها الأزمة الكبرى في المواد الغذائية والمواد الإستهلاكية، في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. وأكد دكار في حديثه، أن عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي المستمر في الجزائر لا يخدم انسجام وبناء بلدان المغرب العربي، بل يشتت ويجزأ الوحدة العربية، وهي مسؤولية الجيش الجزائري الذي يتدخل في السياسات الداخلية والخارجية وخصوصا قضية الصحراء المغربية، مبرزا أن التغيير في الجزائر لن يأتي إلا عن طريق الدمقرطة طبقا لما يبتغيه الحراك الشعبي والأحزاب الحرة، للتخلص من استبداد الجيش الجزائري. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد العالي للاعلام والاتصال قد قدم الكتاب الذي صدر أخيرا للصحافي الطيب دكار "الجزائر..عدم الاستقرار السياسي يديم القطيعة مع المغرب" خلال شهر ماي الجاري، بحضور ثلة من الدبلوماسيين المغاربة وزملاء المؤلف ومهتمون وسياسيون ومثقفون. صاحب المؤلفين الأستاذ الطيب الدكار، شغل مناصب عدة في "وكالة المغرب العربي للأنباء، وهي: مدير مكتب الوكالة في الجزائر لفترتين هما بين 2002 و 2006، وبين 1989 و 1995، ومدير الإعلام في الرباط، ومراسل الوكالة في مدينة وجدة المغربية، ومدينة بون الألمانية، وبرلين، وباريس، والجزائر.