مع حلول اليوم الأممي للطبقة العاملة، والذي يصادف فاتح ماي من كل سنة، يتجدد النقاش في المغرب حول الامتداد المجتمعي للنقابات في السنوات الأخيرة، ومستوى انخراطها في الترافع على حقوق العمال والأجراء، والاصطفاف إلى جانب هذه الطبقة التي أصبحت تعاني على جميع الأصعدة والمستويات في الفترة الأخيرة. ويأتي العيد الأممي للطبقة الشغيلة هذه السنة في ظروف استثنائية سمتها البارزة ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة التضخم، وهو ما كان يفرض على النقابات بذل مجهودات أكبر لتحصين المكتسبات وانتزاع مطالب جديدة لصالح الطبقة العاملة، إلا أن هناك إحساسا، يستشف منه عدم رضا الطبقة العاملة على أداء النقابات مع اتهامها بالخنوع والخضوع للحكومة. وفي هذا الإطار يرى الإعلامي والأستاذ جمال براوي، أن النقابات فقدت قوتها وزخمها في التعبئة، وهو ما نتج عنه فقدانها نقاط قوتها في التفاوض مع الحكومة وفرض مطالبها عليها. وقال براوي في تصريح لموقع "برلمان.كوم"، "إن الحكومة أصبحت تمنح للنقابات ما يشبه الصدقة، في ظل انحصار الفعل النقابي وغياب التعبئة، مستدلا على ذلك بالإضراب العام الأخير في الوظيفة العمومية الذي لم يكل بذلك الزخم المعهود". وأرجع المتحدث ذاته، هذا الخفوت في العمل النقابي، إلى الخلط بين الفعل الحزبي والنقابي، حيث أصبحت النقابات الكبرى الأكثر تمثيلية مجرد أذرع حزبية، خاصة للأحزاب المتواجدة في الحكومة. وقارن براوي بين احتفالات فاتح ماي سنوات السبعينات والثمانينات والتي كانت تمر صاخبة بتنظيم مسيرات احتجاجية رغم مناخ التضييق والانغلاق الذي كان يعرفه المغرب آنذاك، واليوم الذي أصبحت النقابات تلجأ لتنظيم وقفات يحضرها عدد قليل من المواطنين أغلبهم أطفال وأشخاص لا علاقة لهم بالفعل النقابي. وحذّر براوي، من أن أفول العمل النقابي لن يكون في صالح الحكومة، التي ستجد نفسها في مواجهات احتجاجات اجتماعية فئوية، وتنسيقيات يصعب الحوار معها، مشددا على أنه لا ديموقراطية دون أحزاب ونقابات قوية.