ذكرت منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) أمس الاثنين انها تتوقع بدء “عملية عودة التوازن” الى أسعار النفط العام الحالي بعد أن أدى الانخفاض الحاد في أسعار الخام الى تراجع انتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة وبينها الولاياتالمتحدة بشكل كبير بعد سبع سنوات من النمو “الهائل”. وفي حال صحت تلك التوقعات، فانها ستشكل نوعا من الانتصار لاستراتيجية أوبك بالاستمرار في انتاج النفط بالمعدلات الحالية رغم انخفاض أسعاره الى ما دون 30 دولار للبرميل (مقارنة مع 100 دولار في 2014) لحماية حصتها في السوق. وأفاد تقرير المنظمة لشهر يناير 2016 أن “التحليلات تشير الى أن العام 2016 سيكون عام تحرك الامدادات”. واضاف التقرير انه “بعد سبع سنوات متتالية من النمو الهائل للامدادات من الدول غير الاعضاء في اوبك، فان العام 2016 سيشهد انخفاضا في انتاجها لان تراجع الاسعار سيبدأ في التاثير بشكل كبير”. ورفعت المنظمة توقعاتها بانخفاض انتاج الدول غير الاعضاء فيها من 270 الف برميل يوميا الى 660 الف برميل يوميا بحيث سيصل انتاجها الى 56,21 مليون برميل يوميا. وقال التقرير ان “الانتاج الهامشي للدول غير الاعضاء في المنظمة خلال الاشهر الستة المقبلة سيعتمد على استمرار انخفاض اسعار النفط، حيث انها لن تتمكن من احتمال ظروف الاسعار في ذلك الوقت”. ورفعت اوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بنسبة قليلة الى 1,26 مليون برميل يوميا ليصل الى 94,17 مليون برميل يوميا. وبالنسبة لشهر كانون الاول/ديسمبر قالت اوبك ان الامدادات العالمية للنفط انخفضت 0,34 برميل ليصل الى معدل 95,20 مليون برميل يوميا. وانخفضت امدادات الدول غير الاعضاء في اوبك بنحو 0,13 مليون برميل يوميا، فيما انخفضت امدادات اوبك بنحو 0,21 مليون برميل يوميا، ما ادى الى انخفاض حصة المنظمة في الانتاج العالمي الى 33,8% مقارنة مع 33,9% في الشهر الذي سبق. وسجلت اسعار النفط انخفاضا شديدا في الاشهر الاخيرة، حيث وصل سعر البرميل في تعاملات صباح الاثنين الى 28 دولار، وسط تباطؤ الاقتصاد الصيني واحتمالات عودة ايران الى السوق مع بدء تنفيذ اتفاق يوليو النووي. ورغم انتعاش طفيف في سوق لندن، الا ان اسعار النفط انخفضت دون 30 دولار للبرميل الاثنين بعد ان رفعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات عن ايران. واصبحت ايران حرة الان في ضخ نفطها في السوق ما يضيف الى التخمة التي ادت بالاضافة الى ضعف الطلب وتباطؤ الاقتصاد العالمي، الى انخفاض الاسعار بنحو 70% منذ منتصف 2014. وكانت اوبك في السابق تتصدى لانخفاض الاسعار بخفض انتاجها. الا انها اختارت هذه المرة الابقاء على الانتاج ثابتا. وتهدف هذه الاستراتيجية، التي تقودها السعودية، الى الحفاظ على حصة المنظمة في السوق واخراج المنتجين الاميركيين للنفط الصخري منه، بعد ان شهد انتاجهم ازدهارا في السنوات الاخيرة، ولكنهم يحتاجون الى اسعار اعلى للنفط لكي يحققوا ارباحا. المصدر: وكالات