قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اليوم الأربعاء، إنه وقع مرسوما بشأن التعبئة الجزئية للجيش يسري اعتبارا من اليوم، مضيفا أنه يدافع عن الأراضي الروسية ومشيرا إلى تعرّض بلاده لتهديدات نووية. ولوح بوتن في خطاب بثه التلفزيون الروسي إلى استعمال بلاده لما تمتلكه من أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية، ومؤكدا أن هدفه هو "تحرير" منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن معظم الناس في المنطقة لا يريدون الخضوع مجددا إلى ما سماه "عبودية" أوكرانيا. وأضاف بوتن "أعتبر أنه من الضروري دعم اقتراح (وزارة الدفاع) بالتعبئة الجزئية للمواطنين في الاحتياط، والذين سبق أن خدموا... ولديهم خبرة". واتهم الرئيس الروسي في خطابه الغرب بممارسة ابتزاز نووي ضد بلاده محذرا من أن بلاده مستعدة لاستخدام كل وسائلها الدفاعية، لحماية نفسها، ومؤكدا أن روسيا لديها "أسلحة كثيرة للرد" على ما وصفها بالتهديدات الغربية وقال إنه لا يمزح. وأمر الرئيس الروسي بوتن بزيادة التمويل لتعزير إنتاج البلاد من الأسلحة، متهما كذلك الغرب بأنه لا يريد إحلال السلام بين روسياوأوكرانيا، مؤكدا أن كييف تستخدم المرتزقة والمتطوعين الآخرين بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعد تعبئة بوتن الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حذّر الغرب من أنه لم يخادع عندما قال إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا. وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن التعبئة الجزئية تنطبق على من لديه خلفية عسكرية، مشيرا إلى أن لدى بلاده موارد ضخمة و25 مليون فرد. وأضاف أن نحو 300 ألف من جنود الاحتياط استُدعوا في إطار التعبئة الجزئية. وفي ردود الفعل تجاه خطوة بوتن، أدان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، اليوم الأربعاء، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بشأن التعبئة العسكرية جزئياً، واصفا الخطوة ب "اختيار للتصعيد ومواصلة العدوان غير المبرر على أوكرانيا". من جهتها قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في أوكرانيا بريدجيت برينك إن التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس بوتين "مؤشر ضعف"، مؤكدة أن بلادها ستستمر في "دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة". كما قال نائب المستشار الألماني إن التعبئة الجزئية للقوات الروسية تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا وندرس الرد عليه، فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إن خطاب بوتن تصعيد مقلق ويجب أخذ تهديداته على محمل الجد.