في سابقة من نوعها في تاريخ ايت اعتاب الفلاحي ، نظم المركز الفلاحي بالمنطقة تحت إشراف السيد المدير محمد أوراش و مساعديه الحسين و مصطفى مبشور، زيارة نوعية و متميزة لفائدة الفاعلين الجمعويين المهتمين بالقطاع الفلاحي، حضرها 40 فاعلا ، ضمنهم و لأول مرة 7 إناث و فاعلات جمعويات ، يمثلون كلهم أكثر من 19 جمعية و تعاونية موزعين على مختلف جماعات ايت اعتاب الثلاثة ( تاونزة م عيسى بن ادريس ، تسقي). انفردت هذه الزيارة بالتميز من حيث التنظيم و نوعية الحضور، و طريقة تدبير الرحلة من بدايتها حتى نهايتها بشهادة مؤ طرين آخرين لرحلات أخرى من أزيلال، و ترجع أسباب نجاح الزيارة إلى توفر الإرادة الحقيقية للعمل لدى جميع الممثلين في الوفد، حيث حرص المركز الفلاحي على إعمال تقنيات التدبير التشاركي في انتقاء و تحديد لائحة المستفيدين عوض الزبونية و "الوجهيات"، حيث اعتمد ميدأ عدم تكرار الزيارة بالنسبة لمن سبق لهم أن شاركوا في السنوات الماضية، كما تم التأكيد على الجمعيات و التعاونيات على ضرورة تقديم أسماء الأشخاص القادرين على نقل التجارب و الاستفادة من المعرض و الذين يحملون هم تطوير القطاع الذي تشتغل فيه الجمعية أو التعاونية. انطلقت الرحلة من ايت اعتاب على الساعة الرابعة زوالا من يوم الجمعة 27ابريل 2012 ، و مباشرة بعد الانطلاق اقترح احد الفاعلين أن يتم وضع برنامج مفصل للزيارة حتى تكون الاستفادة عامة بالنسبة للجميع، و بعد التنسيق و التشاور مع مؤطر الرحلة السيد الحسين من موظفي المركز الفلاحي، و كذا السيد مدير المركز الفلاحي، استحسن الأمر و اعتبره سبيلا لإنجاح هاته التجربة، حيث تم الاتفاق على خطوط عريضة للرحلة. و بعد أن استوت الحافلة على طريق بني ملال- فاس، افتتح اليزيد أعراب نقاشا بين الفاعلين، مؤكدا على ضرورة تجديد النيات و تحديد الأهداف التي جئنا من اجلها و وضعها نصب أعييننا و نحن نلج أروقة المعرض، فأعطي الكلمة للمؤطر السيد الحسين ، حيث أكد بدوره على أهمية هاته البادرة التي تعتبر إضافة نوعية للزيارة بالمقارنة مع سابقاتها، كما قدم صورة مقربة للمعرض و أروقته و كذا أهم محطات التي ستعرفها الزيارة، كما تدخل عدد من الحضور و هم على متن الحافلة حيث ركز الجميع على ضرورة التنظيم و الالتزام بالمواعيد التي تحدد من طرف لجنة مسيرة للزيارة من الفاعلين و مؤطري المركز الفلاحي. و لقد كونت اللجنة المسيرة ثلاث لجان هي : لجنة الزيتون و الأشجار المثمرة، لجنة تربية الماشية، و لجنة تربية النحل. لكل لجنة مسير و مقرر و مصورو مؤطر من المركز الفلاحي ، يعمل المسير على تنظيم العمل، في حين يسجل المقرر كل الحوارات و اللقاءات التي ستجرى داخل المعرض مع مختلف العارضين و كذا الفاعلين الجمعويين، في الوقت الذي يعمل فيه المصور على توثيق مختلف المحطات و الزيارات داخل المعرض، في حسن يستفيد الجميع من خبرة المؤطر في طرح الأسئلة و التواصل مع الفاعلين داخل المعرض خاصة حين يتعلق الأمر بمصطلحات تقنية لها علاقة بمجال تخصصهم.. و بعد الوصول إلى الفندق و اخذ قسط من الراحة نظمت ورشة عمل حضرها جميع أعضاء الوفد حيث تم التذكير بما تم الاتفاق عليه على متن الحافلة، و توزيع الفاعلين و الفاعلات الجمعويات على اللجان كل حسب اهتمامه و رغبته و اختباره، و حددت السادسة صباحا وقت الخروج لوجبة الفطور و استئناف الرحلة، على أمل الوصول مبكرا للمعرض ، و تطبيق خطة العمل التي تقضي بتركيز كل لجنة على القطاع الذي اختارته، من التاسعة صباحا حتى 12.00 زوالا ثم وقت حر لكل من أراد أن يطلع على مجالات أخرى إلى غاية الثانية زوالا موعد الالتقاء عند مدخل المعرض. هذا و لقد عرفت أعمال اللجان جدية و تعاونا بين مختلف أعضاء كل لجنة، هَمًُّ الجميع إنجاح الرحلة و تحقيق الأهداف التي سطرت لها خدمة لقطاع الفلاحة بايت اعتاب، و من اجل كسب الخبرة و التجربة لفائدة الجمعيات و التعاونيات بالمنطقة. و فعلا تم الالتزام بالوقت بشكل ابهر الجميع حيث كان الجميع هند الحافلة في الوقت المحدد ما عدا سائقها الذي تأخر قليلا لأنه لم يكن منخرطا في أية لجنة، و بعد انطلاق رحلة العودة، افتتح النقاش في عمل تقييم للزيارة، حيث أكد الجميع على نجاح التجربة ، و الاستفادة من التنظيم مقارنة مع زيارات السنوات الماضية، مع تم تأسيس لجنة المتابعة المكون من مسيري و مقرري و مصوري اللجان الثلاثة إضافة لموظفي المركز الفلاحي. كما تم تسجيل جميع الملاحظات و الفكار التي جادت بقرائح الزاسرين للمعرص في افق مناقشتها و الاستفادة منها لاحقا في لقاءات المتابعة التي ستعمل اللجنة على تنظيمها من خلال استدعاء كفاءات تم التواصل معها داخل المعرض.و تم الاتفاق على عقد لقاءات أخرى من اجل إنجاز تقرير مفصل و مكتوب على شكل كتيب و كذا شريط فيديو يؤرخ للزيارة على شكل قرص مدمج. و بذلك تكون زيارة الوفد حسب تصريحات مجمل الحاضرين و المؤطرين قد حققت قفزة نوعية في التنظيم و الاستفادة من برامج المعرض الدولي للفلاحة. نتمنى أن تستمر تلك الجهود و تجد من يدعمها محليا و إقليما لأجل نقل تلك التجربة لمناطق أخرى، و جعل الفترة ما بين هذا المعرض و الذي سيليه إن شاء الله ورشا كبيرا للعمل و تبادل الخبرات و التجارب خدمة للفلاحة بها الإقليم.