يعيش سكان اميزار معاناة مضاعفة مرتبطة بالفضاء الجغرافي و صعوبة المسالك و انعدام البنية التحتية ، حيث تبعد المنطقة عن مركز ايت اعتاب بازيد 20 كلم، 12 كلم منها عبارة عن طريق غير معبدة و صعبة الولوج، فضلا عن انعدام المؤسسات الخدماتية ما عدا فرعية مدرسية يتيمة في حالة مزرية. غير أن معاناة المواطنين تزداد كلما تعلق الأمر، بتعاملهم مع الإدارة و السلطة، و الممثلة في المقدم " ب .ح " ، هذا الرجل الذي لا يعير لمشاعر المواطنين اهتماما و لا اعتبارا، حيث عرف عنه حسب أقوال المواطنين، ارتكابه لمخالفات عديدة، كان آخرها قصته مع المواطن المقهور المغلوب على أمره" م .م " . ترجع أطوار القصة التي رفض فيها المقدم تسليم المواطن شهادة الميلاد إلى ما يزيد عن 15 يوما ، حيث اشتد الوجع بزوجته الحامل، طلب سيارة "الترونزيت" عبر الهاتف، انتظر ساعة و نصف لتصل إلى الدوار ، و المرأة تتقطع ألما و وجعا، و بعد طول انتظار أطلت "ترونزيت " على الدوار، حملت المرأة على عجل، و أي عجل هذا بعد انتظار ساعات، حملت و هي تفترش غطاء داخل السيارة صحبة امرأتين من أقاربها. عانت الويلات لتخرج من الدوار إلى الطريق المعبدة الرابطة بين اوزود و ايت اعتاب، كانت الطريق وعرة ، تتمايل المرأة الحامل، يمينا و يسارا و تهتز إلى الأعلي على مدار الساعة، حتى حان وقت وضعها و هي على متن السيارة، توقفت السيارة جنب الطريق، فشرعت المراتان المصاحبتان لها في مساعدتها لتضع المواد الذي تنتظر، في ظروف أبسط ما يقال عنها أنها غير إنسانية. وضعت المرأة مولودها الجديد في بقعة أرضية تابعة للمياه و الغابات داخل جماعة تاونزة، لكنها خارج "مملكة" المقدم، وضعت بدون ماء و لا دواء، و لا غسل و أواني ولا افرشة و لا مساعدة طبية .. و لا .. ... أغمي عليها دقائق عديدة، استرجعت أنفاسها، فعاد بها السائق إلى حيث كانت، و هي تهتز يمينا و يسارا و إلى الأعلي على مدار الساعة من جديد. و لما فكر المواطن في اتباع المساطر القانونية لتسجيل المولود الجديد لدى مكتب الحالة المدنية، احتاج إلى شهادة الميلاد، قصد السيد المقدم، رجل السلطة المبجل، ففاجأه بالرفض القاطع بدعوى أن زوجته وضعت خارج نفوذ "مملكته"، و نصحه – في إطار تقديم المساعدة القانونية للمواطن - بالتوجه إلى مقدم ايت امعلا حيث وضعت المرأة داخل تراب "مملكة "هذا الاخير. ناسيا أنها وضعت في بقعة تابعة للمياه و الغابات. قصد المواطن المغلوب على أمره بكل بساطة و سداجة إن صح هذا التعبير مقدم ايت امعلا، فأكد له أن المراة لا تقع في دائرة نفوذه، و انه لا يعرفها و بالتالي لا يمكنه تسليم شهادة الميلاد. ظل هذا المواطن لمدة عشرة أيام، و هو يطلب و يرسل للمقدم من يتدخل من أهل الدوار، و مستعد أن ينفذ كل طلبات المقدم ، فلم يرضخ للأمر حتى ثارت ثائرة الرجل و هدده بحضور شاهدين من الدوار باتباع الاجراءات القانونية ضده، حيث أكد له الشاهدان (م . ا) و (ص .ب . م)، عزمها على الوقوف على جانب المواطن المقهور،... آنذاك اضطر المقدم إلى تسليم شهادة الميلاد. معاناة لا يمكن للمرء أن يصفها أو يتخيلها مهما كتب و استعار من كلمات اللغة و ومفرداتها، إن من أراد أن يعرف حجم المعاناة المهولة لهؤلاء عليه ان يمتطي صهوة جواده منتعلا حذاءه الرياضي ليزور الدوار و أهله، أو فليركب هو ألآخر على متن "الترونزيت" ليذوق حجم الاهتزاز على مدار الطريق الوعرة التي لم تبدل الجماعة جهدا في تعبيدها أو على الأقل إصلاحها، طبعا فالسيد الرئيس لا يتقن غير الاتصالات الهاتفية ليطمئن بعض أتباعه من الأميين، و يكذب عليهم في مشاريع وهمية لا توجد لا على الورق و لا على الحجر. و تظل معاناة المواطنين مستمرة مع هذا العون، فقد عرف عنه تماطله في تسليم الشواهد للمواطنين ، حيث أكد لنا عدد كبير من المواطنين في دوار اميزار، أنه يقول لك و أنت تعبر عن رغبتك في الحصول على وثيقة ما، ( راه نسيت الكاشي ف القيادة ) ان كنت في الدوار، و يقول ( راه نسيت الكاشي في الدارة ) ان كنت بعيدا عن الدوار في الكراج مثلا. و من هذا المنبر نطالب السلطات باتخاذ الإجراءات المناسبة لإقالة هذا النوع من أعوان السلطة ممن لا يخدمون غير مصالحهم الشخصية، و يساهمون في تعميق أزمة المواطنين في هذا المغرب العميق، حيث المعاناة الحقيقة.