منذ سنوات طويلة وسكان عدد من الدواوير التابعة لإقليم تنغير والمتاخمة لإقليم ازيلال ، خاصة منها دوار اوزيغيمت والدواوير القريبة منه، تعيش أوضاعا اجتماعية واقتصادية بئيسة ومزرية، إذ تنعدم لديهم ابسط شروط العيش السليم التي تحفظ لهم وطنيتهم وكرامتهم كمغاربة وامازيغ.ويزيد الوضع سوءا وتتردى حالتهم أكثر بسبب الأحوال الجوية والمناخية القاسية جدا والتي تجعلهم ينقطعون عن العالم الخارجي لأيام طويلة في غياب تام لكل المرافق والبنيات التحتية التي يمكنها أن تكون صلة وصل بينهم وبين محيطهم . أمام هذه الأوضاع الاجتماعية السيئة التي يرزح تحتها أهالي هذه الدواوير الجبلية النائية، قام ساكنتها بمسيرة احتجاجية بعضهم مشيا على الأقدام والبعض الآخر ممتطيا دابته، قاطعين بذلك مسافات طويلة بين الجبال الوعرة للوصول إلى اقرب نقطة منهم وهي منتجع ايت بوكماز التابع إداريا لجماعة تبانت بازيلال رغم أن هؤلاء السكان ينتمون لإقليم تنغير. لم يكن هاجسهم في ذلك إلا المطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية.. وقد أفادتنا بعض المصادر من عين المكان أن هؤلاء المحتجين تم اعتراضهم وتطويقهم ،وهم في طريقهم إلى العاصمة الرباط، من طرف عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة في دوار ايت إيمي بجماعة تبانت . كما أكدت لنا ذات المصادر في اتصالات هاتفية متكررة أن المحتجين قضوا ليلة أمس الأحد 27 فبراير الجاري ويوم الاثنين 28 من نفس الشهر في ذات الدوار بجماعة تبانت إلى أن تدخلت الجهات المسؤولة في إقليم ازيلال في شخص عامل صاحب الجلالة للتحاور معهم حول ملفاتهم المطلبية ، هذا الحوار الذي شارك فيه كذلك أعضاء من المجلس الجماعي لتبانت ، والذي لم يفض لحد الآن إلى أية نتائج ايجابية يقبل بها الأهالي ، وتعزو نفس المصادر المطلعة أن المحتجين لم يعودوا يثقون في وعود السلطات خاصة وان هذه الاخيرة – حسب احد المحتجين- سبق لها أن وعدتهم منذ سنة 2004 بتوفير كل البنيات التحتية الأساسية لهم من طرق ومستوصفات ومدارس ... لكنها لم تف بوعودها لهم رغم مرور ما يقرب من سبع سنوات. وتضيف نفس المصادر أن عامل إقليم ازيلال طلب منهم العودة من حيث أتوا واعدا إياهم بأن عامل إقليم تنغير سيستقبلهم هناك قصد النظر في مطالبهم التي ستتم الاستجابة لها في غضون الأيام القليلة المقبلة. كما أسرت لنا بعض المصادر الأخرى عن عزم عامل إقليم تنغير القيام غدا التلاثاء بزيارة المحتجين في عين المكان في إطار التنسيق المشترك الذي يتم بين الإقليمين معا قصد التفاوض والنظر في ملفاتهم ومشاكلهم العالقة .