في إطار تفعيل استراتيجية الوزارة الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، أعلن الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة السيد عبد الكريم بن عتيق، خلال الجلسة الافتتاحية للجامعة الربيعية في دورتها الثانية من قلب الأطلس الكبير فم الجماعة التابعة ترابيا لإقليمأزيلال مساء يوم الأربعاء الماضي 10 أبريل 2019، أن الوزارة تعتزم بتنسيق مع عدد من القطاعات الشروع في تجربة “الشبابيك المتنقلة” التي ستزور مختلف القنصليات المغربية في العالم، بدء من إسبانيا يوم 2 ماي المقبل على أن تتواصل بكل من إيطالياوبلجيكا وهولندا وفرنسا، وذلك من أجل فتح حوار والوقوف عن كثب على المشاكل الإدارية والقانونية التي يواجهها مغاربة العالم، تفعيلا للرؤية الملكية السامية في مجال التعاطي مع قضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة. وأضاف وزير الجالية عبد الكريم بن عتيق، أن استراتيجية الوزارة في التعاطي مع قضايا المغاربة المقيمين بالخارج ترتكز على تقوية روابطهم ببلدهم المغرب، من خلال المحافظة على الهوية المغربية المتعددة والمنفتحة، وحماية حقوقهم ومصالحهم وتعزيز مساهماتهم في تنمية بلدهم الأم، وإطلاعهم على الإنجازات التي حققها على المستوى المؤسساتي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي. واستعرض السيد بن عتيق العديد من الأوراش والبرامج التي تم إطلاقها في هذا السياق والتي تروم تعزيز ارتباط المغاربة مع بلدهم والتعريف بالثقافة المغربية بالخارج وتطوير مساهماتهم في جلب الاستثمار ونقل التكنولوجيا والترويج للمنتوجات المغربية، من قبيل إحداث مراكز ثقافية مغربية بعدد من بلدان الإقامة، وتنظيم العديد من البرامج الثقافية كالمقامات الثقافية لفائدة مختلف الفئات العمرية من مغاربة العالم، والجامعات الثقافية بمشاركة العديد من شابات وشباب مغاربة العالم، علاوة على إقامة منتديات لفائدة هذه الفئة بكل من بلجيكا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة وأمريكا. ونوه بن عتيق بجهود المغرب في التعاطي مع قضايا الهجرة ب”عمق إنساني وبعد حقوقي” من خلال تسوية الوضعية القانونية لحوالي 50 ألف مهاجر وإدماجهم، وتمتيعهم بالعديد من الحقوق الاجتماعية والقانونية. ومن جهته أكد السيد الخطيب الهبيل، والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال في كلمته بالمناسبة إن اختيار موضوع: ” المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك” كشعار للدورة الثانية من الجامعة الربيعية جاء لاعتبارات متعددة تكمن في أن المغرب بلد متعدد يتميز بتنوع ثقافي ولغوي تنصهر فيه كل المكونات العرقية. وأضاف والي جهة بني ملالخنيفرة أن هذه التعددية الثقافية التي تم تكريسها بشكل صريح في مقتضيات البند الثاني من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 ، “لمختلف شرائح المجتمع المغربي العيش في جو يسوده التسامح والاحترام المتبادل”. إن هذه الدورة يضيف الخطيب لهبيل تعتبر فرصة سانحة للشباب المغاربة المقيمين بالخارج لاكتشاف ما تزخر به جهات المملكة من ثروات طبيعية واقتصادية متنوعة، الشيء الذي سيمكنهم من التعرف أكثر على المكونات الاقتصادية والاطلاع عن قرب على القيم التي تتميز بها الأسر المغربية وعلى تجليات التعدد والتنوع التي تزخر به مختلف جهات المملكة عبر التاريخ. وأشار السيد الوالي إلى أن اختيار جهة بني ملالخنيفرة لاحتضان فعاليات هذه الدورة لم يتم بمحض الصدفة، بل جاء لعدة اعتبارات موضوعية أهمها كون جهة بني ملالخنيفرة تتوفر على جالية مهمة مقيمة بالخارج، حيث تعتبر فاعلا اقتصاديا هاما إذ تبلغ مشاريعها الاستثمارية في الفترة الممتدة ما بين سنة 2013 و 2017 اثنان وأربعون (42) مشروعا استثماريا بالجهة بقيمة تصل إلى 400 مليون درهم وفرت 700 منصب شغل موزعة على مختلف القطاعات الحيوية. وأكد الخطيب لهبيل أنه انطلاقا من الأهمية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك يوليها للجالية المغربية المقيمة بالخارج بتخصيص يوم 10 غشت من كل سنة يوما وطنيا للمهاجر للاحتفاء بهذه الفئة العزيزة على المغاربة قاطبة فإن السلطات الجهوية والاقتصادية والمحلية بجهة بني ملالخنيفرة تسهر على تنظيم لقاءات تواصلية سنوية مع أفراد الجالية المقيمة بالخارج وممثلي المؤسسات المعنية وذلك من أجل الانصات إلى مختلف مشاكلهم واستشراف الآفاق المستقبلية الخاصة بهم. وأبرز والي الجهة أنه حفاظا على ضرورة إدماج الهجرة في البرامج والسياسات المحلية وذلك في إطار تنزيل الإستراتيجية الوطنية الموجهة لفائدة مغاربة العالم وشؤون الهجرة على الصعيد الجهوي والمحلي والأخذ بعين الاعتبار دور الهجرة كرافعة للتنمية المحلية والجهوية تم إبرام اتفاقية شراكة بتاريخ 14 فبراير 2019 بين الوزارة المعنية ومجلس جهة بني ملالخنيفرة لانجاز مشروع بناء مركز للاستقبال خاص بالمغاربة المقيمين بالخارج بجهة بني ملالخنيفرة، والتي تعتبر أول جهة ستتوفر على مركز نموذجي على المستوى الوطني سيستجيب للحاجيات الراهنة للمغاربة المقيمين بالخارج خاصة في مجال الاستثمار والمواكبة الاجتماعية وتبسيط المساطر الإدارية. وأشار والي جهة بني ملالخنيفرة إلى جهة بني ملالخنيفرة أصبحت نظرا للتحولات والدينامية التنموية التي تشهدها على جميع المستويات ونظرا للمؤهلات الاقتصادية والطبيعية الهامة التي تتميز بها تشكل أرضية ملائمة لتشجيع واستقطاب المبادرات الاستثمارية خاصة تلك المتعلقة بالشباب المغاربة المقيمين بالخارج الراغبين في الاستثمار بهذه الجهة إلى جانب البنيات التحتية الكبرى التي تتوفر عليها الجهة كالمطار الدولي لبني ملال والطريق السيار والسكة الحديدية التي تربط إقليمخريبكة بالدار البيضاء والذي يرتقب أن تتوسع شبكتها بخط يربط خريبكة بمدينة بني ملال عب الفيه بن صالح. واستعرض والي الجهة في مداخلته المؤهلات الاقتصادية والسياحية والفلاحية لجهة بني ملالخنيفرة ومختلف المشاريع المهيكلة التي تضمها والتي يأتي في مقدمتها (أكروبول) على مساحة تفوق 200 هكتار ينتظر أن يجلب أكثر من 3 مليار درهم من الاستثمارات. وفي ذات السياق رحب السيد إبراهيم مجاهد رئيس مجلس جهة بني ملالخنيفرة، بالشباب المغاربة بالمهجر، موضحا أن هذه الجامعة الربيعية أضحت تقليدا علميا وثقافيا وإنسانيا يتم فيها اللقاء لتبادل “الأفكار ولبناء العلائق الأخوية وجسور التواصل وتحقيق الارتباط بين شبابنا بالمجهر ووطنهم الأم المغرب الذي نفتخر جميعا به و بانتمائنا إليه والعيش في كنفه تحت القيادة النيرة لمولانا أمير المؤمنين”. وأضاف مجاهد أن مجلس جهة بني ملال- خنيفرة ومنذ “أن عرضت عليه مسألة الإنخراط والمساهمة في تنظيم جامعة ربيعية بجهتنا، فإنه و بإجماع جميع مكوناته لم يتردد أبدا في الاستجابة لهذه الدعوة، وذلك من منطلق إيماننا العميق بأهمية هذه الجامعة من جهة في تعزيز و تقوية أواصر تعلق الشباب المغاربة بالمهجر بوطنهم الأم، ومن جهة أخرى وقوفهم عن قرب على مختلف أوجه التطور والتحول الذي يشهده المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذا مناسبة لهؤلاء الشباب من أجل التعرف على جهة بني ملال- خنيفرة وما تزخر به من غنى تاريخي وثقافي وطبيعي”. وأكد مجاهد أن تنظيم هذه الجامعة ستظل في صلب اهتمامات مجلس جهة بني ملالخنيفرة، بل وعلى رأس قائمة برنامج أنشطته السنوية، وذلك لما لها من دور على المدى البعيد والمتوسط في تجسيد وترسيخ قيم هذا الترابط والتماسك ، فضلا على كون هذه الجامعة الربيعية تشكل في العمق أحد أوجه التنزيل للتوجيهات الملكية السامية التي ما فتئ يدعو فيها جلالته إلى الاهتمام بقضايا الهجرة والمهاجرين و تعزيز الاهتمام بمغاربة العالم. إن اختيار موضوع “المغرب المتعدد: أرض العيش المشترك” يقول مجاهد كشعار لفعاليات الدورة الثانية للجامعة الربيعية ليجد جذوره في تقاليدنا وعاداتنا المبنية على مجموعة من القواعد التي تطبع بها المواطن المغربي، وهي قواعد مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. فخلال مختلف العقود استطاع المغرب من صياغة مواثيق للعيش المشترك والحوار الدائم والاحترام المتبادل، تقوم على قبول الآخر المختلف دينيا أو مذهبيا أو ثقافيا، وعلى العيش معا، وعلى احترام قناعات وخصوصية شعائر وشرائع كل طرف، وعلى ممارسة الحوار كأداة لبناء الثقة ولإقامة علاقات الصداقة والمودة. هذه القيم جعلت بلادنا نموذجا ومثالا حضاريا للتسامح و للتعايش الاجتماعي و العيش المشترك. وأشار رئيس مجلس جهة بني ملالخنيفرة إلى أهمية هذه الجامعة الربيعية والتي بقدر ما تعد فرصة للشابات والشباب بالخارج وبالداخل لتبادل التجارب والخبرات فيما بينهم، فإنها أيضا ستكون مناسبة من أجل المساهمة على ترسيخ ثقافة وقواعد العيش المشترك ما بين أبناء الوطن الواحد. ووجه مجاهد الخطاب للشباب المغاربة بالمهجر قائلا: “أقول لكم بأنكم لستم فقط سفراء للمغرب في بلاد المهجر، بل أنتم أيضا حملة كل القيم الحضارية المغربية النبيلة، أنتم هوية وثقافة المغرب الذي يعول عليكم للتعريف به وبالقيم الإنسانية المنفتحة، قيم التعايش والتسامح التي وصانا بها نبينا عليه الصلاة والسلام وديننا الإسلامي الحنيف”. وختم مجاهد كلمته بالتأكيد على أن مجلس جهة بني ملالخنيفرة سيظل وفيا لأواصر الترابط مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج، منفتحين على كل المبادرات الكفيلة بتوثيق هذه الأواصر وتحقيق مختلف القيم النبيلة النابعة من هويتنا المغربية. ومن جانبه أكد الدكتور نبيل حمينة رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال أن اختيار شعار: “المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك” للدورة الثانية من الجامعة الربيعية يجسد فلسفة وروح دستور 2011 الذي جاء في ديباجته: “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوئ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء”. وأكد نبيل حمينة على حرص المغرب منذ بداية التسعينيات على خلق العديد من المؤسات التي تسهر على تدبير الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية لمغاربة العالم، وذلك لتعزيز الارتباط والحفاظ على جسور التواصل بوطنهم الأم. ويتعلق الأمر بمؤسسات حكومية، ممثلة أساسا بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزارة التربية الوطنية، بالإضافة إلى مجلس الجالية المغرية المقيمة بالخارج كمؤسسة استشارية، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج كمؤسسة ذات بعد اجتماعي ثقافي. وأضاف رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان أن كل الفاعلين يتفقون حول المكانة الأساسية التي يجب أن تحظى بها الثقافة في كل سياسة موجهة لمغاربة العالم، لأن لولوجهم ومشاركتهم في الأنشطة الثقافية الوطنية دورا محوريا ليس فقط في تعزيز هويتهم المغربية، ولكن أيضا في إدماجهم اجتماعيا في بلدان الاستقبال وفي الترويج لصورة المغرب بالخارج. وأضاف حمينة أن المغرب عرف تلاحق وتلاقح العديد من الحضارات عبر التاريخ نظرا لموقعه الاستراتيجي فقد استضاف العديد من الأشخاص القادمين من الشرق (الفينيقيون واليهود والعرب)، ومن الجنوب (إفريقيا الجنوبية) ومن الشمال (الرومان،الوندال، المور واليهود) وكان لكل هذه الفئات جميعها أثر على التركيبة الاجتماعية للمغرب حيث أنها تضم العديد من المعتقدات كاليهودية والمسيحية والإسلام. وشدد حمينة على أن تنظيم هذه الدورة يأتي في ظرفية دقيقة جدا، نظرا للأحداث التي عاشتها نيوزيلندا خلال الشهر المنصرم والتي اهتز لها الرأي العام الدولي واستنكرها المجتمع المغربي بكل أطيافه، وتزامن أيضا مع زيارة البابا فرنسيس للمغرب، هذه الزيارة التي تؤكد دور المغرب المتميز في إحلال السلم وتحقيق الاستقرار في العالم وتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات، والتسامح مما جعل منه بلد الانفتاح والتعددية والتنوع من خلال العديد من المبادرات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية. وأبرز أن التفرد المغربي والاندماج السلس للجاليات المغربية في مختلف دول الاستقبال مرده بالأساس إلى ما تتيحه هويتهم المغربية المتعددة لتلقي مختلف الثقافات والتعايش مع الآخر، من دون أن يشكل هذا الاحتكاك الثقافي أي اصطدام هوياتي، بل على العكس يصبح هذا الالتقاء عاملا إيجابيا يتيح إثراء وإغناء ثقافات دول الإقامة والاستفادة من العناصر الثقافية التي توفرها هذه الدول من أجل تطعيم وإثراء الثقافة الأصلية للوطن الأم. يشار إلى أن فعاليات الدورة الثانية للجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، انطلقت يوم الأربعاء 10 أبريل 2019 ستستمر إلى غاية 14 أبريل الجاري، وذلك تحت شعار “المغرب المتعدد .. أرض العيش المشترك”. ومن المقرر أن يستفيد خلال هذه الدورة، التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بشراكة مع جهة بني ملال-خنيفرة وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال على مدى خمسة أيام، 100 من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و25 سنة بمعية نظرائهم الذين يتابعون دراستهم بجامعة بني ملال، من ندوات ولقاءات يؤطرها عدد من الأساتذة والمحاضرين. div class="a2a_kit a2a_kit_size_26 addtoany_list" data-a2a-url="http://www.azilal-online.com/?p=55308" data-a2a-title="أزيد من 100 شاب من مغاربة العالم يحتفون ب"المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك" انطلاقا من فم الجمعة إقليمأزيلال (تغطية شاملة بالفيديو)"