تمثل الكتب المدرسية أحد أهم الوسائل التعليمية التي تضم الجزء الكبير من المقرر المدرسي في مادة ما، واحد أهم عناصر المنهاج التعليمي. وهي بذلك وسيلة مشتركة بين التلميذ والمعلم وأهم مصادر التعلم والمعرفة بالنسبة للتلميذ...بغض النظر عن سؤال الجودة في الكتب المدرسية. ويعرف الدكتور احمد اوزي الكتاب المدرسي بقوله (يطلق الكتاب المدرسي على نوع خاص من الكتب اعد خصيصا ,ليكون في متناول مستعمله...وهو يتناول ما يمكن معرفته حول موضوع ,او مجموعة مواضيع ,او مادة معينة يقدمها بطريقة ميسرة للمتعلم ...و برسوم او صور توضيحية , كما يحتوي على تمارين تطبيقية وتصحيحها أحيانا )(1) وعموما يمكن القول بان الكتاب المدرسي وسيلة تعليمية تعلمية ,من خلال الكلمة والصورة , والرسم وجميع الوسائل التي تعين على الفهم . ويقوم تأليف الكتب المدرسية الجديدة على جملة من الأسس منها * 1-مراعاة الخصائص السيكولوجية والمعرفية للفئة المستهدفة. 2-تنزيل المادة المدرسة الى مستوى المتعلمين، حتى تكون واضحة وميسرة وهو ما يعرف ب (النقل الديداكتيكي). 3-مراعاة التدرج من السهل الى الصعب، ومن المحسوس الى المجرد، ومن الجزئي الى الكلي. 4-مراعاة الارتباط بين الدروس والمجزوءات. 5-توظيف الوسائل البيداغوجية المختلفة التي تعين على الفهم *كالنصوص والألوان وحسن التنظيم والترتيب. 6-تفسير المادة المدرسة داخل الدرس الواحد الى محاور مترابطة ومنسجمة. 7-اعتماد الأهداف وطرق التقويم في بناء الدروس والمجزوءات. وعموما فللكتب المدرسية الحالية بالطور الابتدائي والثانوي الاعدادي والتأهيلي مرجعيات عدة نذكر منها * 1-الميثاق الوطني للتربية والتكوين خاصة المجال الثالث المتعلق بالرفع من جودة التربية والتكوين. 2-الوثيقة الإطار لمراجعة البرامج والمناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر الصادرة بمارس من سنة 2001 3-الوثيقة الإطار للجنة البيسلكية متعددة التخصصات الصادرة بتاريخ 23 ابريل 2001 4-دفتر التحملات العام والخاص. ان اهم ما يميز الكتب المدرسية الحالية انها كتب الفت وفق دفاتر تحملات بعد فتح فرصة التباري بين لجن متعددة للتأليف، حيث تم الانتقال من الكتاب الواحد الى الكتب المتعددة في المادة الواحدة، وتم الانتقال من اللجنة الواحدة غير المعروفة التي كانت تسند لها مهمة التأليف الى التباري على التأليف من طرف لجن معروفة تؤلف وفق ضوابط معينة تنص عليها دفاتر التحملات العامة والخاصة. ويمكن ان نحدد مراحل انجاز الكتب المدرسية فيما يلي *(2) 1-اصدار دفاتر التحملات العامة والخاصة من طرف مديرية المناهج التابعة لوزارة التربية الوطنية. 2-تسلم هذه الدفاتر من طرف الناشرين الذين يشرفون على تكوين لجن التأليف. 3-يتم الاشتغال في التأليف لمدة أربعة أشهر ثم تسلم المشاريع المنجزة لمديرية المناهج. 4-تسلم مديرية المناهج المشاريع للجن الوطنية لتقويمها وفق دفاتر التحملات. 5-الإعلان عن نتائج الافتحاص والتقويم وذلك باعتماد أكثر من كتاب في كل مادة. وعموما ان ما يؤخذ على هذه الطريقة في التأليف مجموعة من السلبيات منها* 1-عدم تأهيل لجن التأليف لمهمة الكتاب المدرسي 2-ضعف الحيز الزمني المخصص للتأليف، فأربعة أشهر لا يفرغ فيها أعضاء اللجن، وانما يشتغلون في أوقات الفراغ، وبالتالي فان هذه اللجن تنجز هذه الكتب في ظروف غير ملائمة. 3-الكتب بعد تأليفها لا تخضع لمرحلة التجريب على مستوى جهة او جهتين، وانما تعتمد في جميع الجهات دون تقويم او تجريب ...ورغم هذه السلبيات فللكتاب المدرسي الجديد عدة وظائف معرفية وبيداغوجية منها* 1-الكتاب المدرسي أداة يتحقق من خلالها اهداف المنهاج 2-الكتاب المدرسي سند علمي وتربوي ينظم المادة المدرسة بشكل ديداكتيكي 3-الكتاب المدرسي سند علمي وتربوي ومرجع من المراجع التي يعتمد عليها المدرس في نقل المادة من المستوى التعليمي الى المستوى التعلمي. 4-الكتاب المدرسي وثيقة تحتوي التمارين والمشاريع التي يقوم بها المتعلم 5-الكتاب المدرسي أداة للتقويم، اذ لا يقوم المتعلم الا من خلال ما درسه في الكتاب المدرسي. 6-الكتاب المدرسي أداة لضبط زمن التعليم. وفي ظل المستجدات الحالية بات من المهم النظر الى الكتاب المدرسي في علاقته بالمنهاج , وذلك بمراعاة المداخل الأساسية المعتمدة في وضع البرامج وهي *(3) *تنمية الكفايات *التربية على الاختيار واتخاذ القرار *التربية على القيم. حيث يرتبط استعمال الكتاب المدرسي الجديد، بمطلب الرفع من جودة التربية والتكوين، لذلك ينبغي توظيفه في ضوء المبادئ التالية * 1-التمركز حول حاجات المتعلمين ومراعاة مستوياتهم الفكرية واللغوية وسيرورات تعلمهم. 2-توظيف المبادئ والتصورات والطرائق الديداكتيكية التي تيسر استيعاب التعلمات. 3-التشجيع على تطوير الكفايات الذهنية العليا لدى المتعلم، وعلى اتخاذ القرار ومواقف الانفتاح على التغيير. 4-تنمية ردود أفعال ديمقراطية نابعة من قيم المواطنة وحقوق الانسان. 5-الاسهام في تطوير الانفتاح على المحيط الدولي. 6-جعل المتعلم نشيطا ومتفاعلا كلما أمكن ذلك. 7-جعل المتعلم يدمج معارفه ومكتسباته الشخصية. في هذا الإطار، واعتبارا لمتطلبات اصلاح تربوي متكامل ومتناسق، تم الاتجاه نحو تحرير الكتاب المدرسي، تأليفا واخراجا من جهة، وإمكانية استعمال أكثر من كتاب واحد في المؤسسات التعليمية من جهة ثانية، وشكلت هذه التعددية نهاية الكتاب الوحيد الذي سيطر لمدة طويلة على المجال البيداغوجي وعمل على تنميط سيرورة التعليم والتعلم، ويسمح هذا الوضع أكثر من ذي قبل، بالتمييز الواضح بين المنهاج والكتاب المدرسي. فالمنهاج هو وحده الإطار المرجعي الملزم وطنيا، اما مضامين الكتب المدرسية وترتيب موادها والمقاربات البيداغوجية التي تقترحها، فللأستاذ حرية التصرف فيها بتكييفها وملاءمتها، إذا تطلب الامر ذلك، مع مقتضيات منهاج المادة الدراسية، وفي إطار التعاقدات التنظيمية والتدبيرية المرتبطة بالتقويم وتوحيد الفرص امام المتعلم محليا وجهويا ووطنيا. هوامش (1) المعجم الموسوعي في علوم التربية د احمد اوزي ص 214 (2) محاضرة الكتاب المدرسي وكفايات التدريس د سعيد بن محمد حليم ص65 (3) التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة التربية الاسلامية بسلك التعليم الثانوي التأهيلي نونبر 2007 مديرية المناهج ص 18 بقلم : ذ.كريمة مهتدي أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي في مادة التربية الإسلامية باحثة في شؤون التربية والتعليم ثانوية ابن طفيل التأهيلية جماعة أولاد ايعيش نيابة بني ملال