لم يخطر يوما ببال ” الحياري محمد ” مساعد أول جندي متقاعد ،أن يصبح عضوا جماعيا او انه يطمع في رئاسة جماعة قروية . كان محمدجالسا في منزله وإذا بمكالمة هاتفية من قبيلته ،تطالبه فورا الالتحاق بالجماعة المجتمعة في دوارها لاختيار مرشح مناسب لهم .يدافع على مصالح الدائرة الانتخابية ،مما دفع سكان القبيلة أن يرسلوا إليه سيارة خاصة لنقله الى مقر سكناه ،وفعلا حضر ،وبين اخذ ورد وافق على قرار الجماعة على ترشحه لمواجهة إمبراطور هذه الدائرة الانتخابية امشحن جماعة بني حسان ،الذي له نفود كبير فيها . اتفقت الجماعة ألا يخسر من جيبه ولو فلسا واحدا ،قادت القبيلة الحملة الانتخابية بطرقها البسيطة ،ومعها مرشحها ، عاشت القبيلة لحظات عسيرة في انتظار النتيجة النهائية ،لأنهم لم يواجهوا شخصا عاديا ،الواثق من الفوز مسبقا ،لكن النتيجة النهائية خالفت تكهناته ،ومالت صوب مرشح القبيلة ،التي تهللت بهذا النصر العظيم ،ومناصري محمد وعمت الفرحة والزغاريد الدوار الذي ينتمي اليه. وبين لحظة جمعت القبيلة مالا في ظرف وجيزاشترت بها حاجيات الحفلة التي أقيمت تلك الليلة ،ومن ضمنها شراء بقرة لجمع الاحباب ،عاش الدوار ليلة وعرسا ،حاولت جمع حتى المعارضين ،سقط من خلالها المنافس في الانتخابات مغميا عليه ومعه بعض مساندوه دوي النفود في البلدة ،لانهم لم يتوقعوا الهزيمة قط . ورغم مساومات محمد من بعض الأعضاء وإغرائه بمنصب رئيس الجماعة في حال انشقاقه من الحزب الذي ينتمي إليه ،حزب التقدم والاشتراكية ،وانسلاخه من مجموعته ،فهو حر طليق بين الأزقة،يجيب عن كل الاتصالات والمكالمات الهاتفيةّ: استشيروا مع الدوار أنا لا استطيع ان أخون دائرتي ،الا بموافقة أهل البلدة ،وبذلك يصبح نمودجا في الجماعة الذي لم يخسر من جيبه ولو كأس شاي . فطوبى لمثل هؤلاء المتحدين في اتخاذ القرار الحاسم لانفسهم،دون مال ولا برقوق … ازيلال اونلاين احمد ونناش