على مرور أيام من انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات المحلية والجهوية,يلاحظ ظاهرة استغلال الأطفال و القاصرين في الحملة الانتخابية لبعض الأحزاب,وهي ظاهرة خطيرة تتمثل في تشغيل القاصرين مقابل مبلغ مادي في حملاتهم الانتخابية بعيدا عن حماية طفولتهم من الاستغلال السياسي و الانتخابي... وجريمة ترتكب في حق الطفولة المغربية من طرف مرشحي بعض الأحزاب التي تسمح لهم بذلك...وقد تداول رواد التواصل الاجتماعي "فيس بوك"صورا كثيرة منتشرة لأطفال قاصرين يشاركون في الحملات الانتخابية و يوزعون الأوراق رفقة الشباب و المرشحين وأنصارهم... و ما زاد الطينة بلة أن القوانين المنظمة للانتخابات,خصوصا القانون 5911,ليس فيه ما يمنع الأطفال من المشاركة في الحملات الانتخابية, وهذا موضوع معقد و خطير يقتضي النظر فيه و إصدار الوزارة المعنية منشورا لمنع هذه الظاهرة وعدم السماح للأطفال بالخروج لهذه الحملات لما يقع فيها من مخالفات كالسب و الشتم بألفاظ نابية, ومناوشات ومواجهات عنيفة بين أنصار المنافسين تصل إلى حد الضرب والجرح الأمر الذي يشكل خطورة على حياتهم... فاستغلال ومشاركة الأطفال في هذه الحملات الانتخابية و قيامهم بتوزيع المنشورات, وهتافهم بشعارات كل مرشح و حزب ما,سواء في حالة ارتباطهم بأصحاب الحملات أو عدم ارتباطهم,هي مسألة ضمير و قيم و أخلاق لمسئولي الأحزاب... وعن سؤال احد القاصرين عن مشاركته في حملة أحد المرشحين صرح انه يشارك إلى جانب أصدقائه بمقابل مادي يساعده في شراء وثائق التسجيل في الإعدادي...وأخر يضيف وللفوز بقسط من المتعة و السباحة في المسبح لأول مرة في ...كما يسجل في هذا الإطار استغلال فئة كبيرة من النساء و الفتيات يهتفن بشعارات بأصواتهن الرقيقة في الأحياء و الشوارع.... فبدل قضاء الأطفال عطلة صيفية في الراحة والاستجمام والاستعداد للتحصيل الدراسي يتم استغلالهم و إقحامهم في أمور سياسية لا يفقهون فيها شيئا...ولا من تدخل يذكر لوقف استغلال الأبرياء في الدعاية الانتخابية سواء من طرف الجهات المعنية والأحزاب السياسية...فماذا عن القيم الإنسانية و المواثيق الدولية التي تنص على احترام حقوق الإنسان؟أم أنه بمجرد جلوس مستغليهم على كراسي المجالس يكرسون جهودهم لجمع الثروات و ينسون هتاف الأبرياء و نضالهم, ويتجاهلون واجباتهم و حقوقهم؟