تستيقظ الهوينى على أنغام موسيقى صاخبة من الهاتف المحمول الذي لا يفارق يدها , يرن بعيدا عنها , تفتح عينيها بتثاقل متعب , لا تستطيع النهوض من مكانها , ثقيلة الساعدين , مشعثة الشعر الأسود الطويل , خصلات شعرها المصبوغ بشتى الألوان يتماوج على وسادة ناعمة لم تألفها ... ترفع أهدابها السوداء الملطخة بأصباغ نيلية إلى سقف الغرفة المنقوش بأشكال هندسية رائعة الإتقان ,يتخللها لون ذهبي لامع زاده رونقا و سحرا ... تقفز من مكانها كما النبات يقتلع من مغرسه ,بسرعة تجلس ....تنظر حولها ...إلى أرجاء الغرفة الوردية التي ألفت فيها نفسها فجأة...تتحسس جسدها ...تجد نفسها شبه عارية... تنتفض من السرير بسرعة البرق ... يثير انتباهها نقطا صفراء على غطاء السرير الأبيض الناصع...تشخص عينيها الكبيرتين برعب و رهبة ...تصرخ بأعلى صوتها : لا ...لا ... لا يمكن ... تلتفت حولها, تبحث عن ملابسها...يرتعد بدنها ... يقشعر جسدها بقشعريرة طائر في الماء....تشعر بحرارة ملتهبة ... تحس بتكهرب يسري في عروقها .... بركان يغلي في داخلها... لا تدري ما حل بها ...؟ و لا تعرف ماذا حدث؟ وماذا وكيف وقع؟ تخطو خطوات نحو ملابسها بتهور ...تبكي ... تتنفس الصعداء ...تنحني ... تأخذ قميصها و سروالها ومنديل رأسها , المترامية في كل زوايا الغرفة الغريبة عنها ...لا تدري أيها تقدم و تؤخر ...تمسك واحدا ... وترمي آخرا... كل ما تتذكره ...أنها في طريقها من الإعدادية إلى المنزل ....تمشي في الرصيف مع صديقتها ...تتبادلان أطراف الحديث ..و إذا بسيارة فاخرة دكناء اللون تمشي إلى جانبها...يستفسر السائق عن مكان وجود إدارة ما ...يفتح باب السيارة قبل أن تجيبه برفق...و في يده منديلا أبيضا يخبئه وراء ظهره ...