صارت الشيعة حديث الناس, فبدأوا في نشر عقيدتهم خاصة في البلدان الأوربية و الأمريكية حيث ترتكز الجاليات العربية, فيستغل الشيعة جهل هؤلاء الناس بدين الإسلام الحق ليمرروا عقائدهم الزائفة, و عاداتهم الضالة داخل الأوساط الباحثة عن الطمأنينة و راحة البال في الدين الحنيف ,كما أن مواقف الشيعة من الغرب و حربها الكلامية ضده تغري الناس بضرورة اتباع مذهبها الضال, حتى صرنا نلاحظ دخول الشباب بشكل غير مسبوق في هذا المعتقد الخاطئ, فبدأوا بفتح حسابات خاصة بنصرة حزب الله و الشيعة عامة على الموقع الإجتماعي فايسبوك, لذلك كان لابد من تبيين هذا المعتقد و لو باختصار شديد, بغرض إيضاح معالمه الغامضة, و كشف حجاب الضلال من عليه. و الشيعة أو الرافضة هي جماعة من المسلمين يعتقدون أن الإمامة ركن من أركان الدين و ليس مصلحة عامة, لذلك تجدهم يغلون في أئمتهم غلوا كبيرا, و يقدسونهم غاية التقديس, باعتبارهم معصومين من ارتكاب الذنوب صغيرة كانت أم كبيرة, و يعتقدون أن أئمتهم هم أهل العلم و خاصته ألهمهم الله تعالى رداء العلم و المعرفة دون سواهم, و أن كل مخالف لهم كافر خالص. الشيعة ليست جماعة واحدة بل هي عبارة عن كتلة تتألف من جماعات متعددة تختلف جلها في بعض الحيثيات دون أن تحيد عن جوهرها الأساس الذي تبني فوقه معتقداتها الزائفة فمنها الإمامية الاثنا عشرية و الزيدية و الإسماعيلية, إلا أنني سأركز في هذا المقال المختصر على معتقد الإمامية الاثنا عشرية باعتبارها الأكثر شيوعا في العالم. لما كان اعتقادهم بأن الإمامة من الدين, ذهب جمهور منهم إلى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لابد عليه أن يعين خليفته قبل وفاته حتى تستمر الخلافة في أبنائه و شيعته, باعتبارهم الأولى بالخلافة لأنهم أهل النبوة و شيعته, كما أنهم مؤمنين بأن علي بن أبي طالب هو الإمام الأول بعد النبي صلى الله عليه و سلم حيث يستدلون بحديث في غدير خم إبان حجة الوداع الذي ألقاه النبي صلى الله عليه و سلم أمام أزيد من مائة ألف مسلم حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه و عاد من عاداه. و يعتبرون هذا الحديث كافيا لإثبات إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون سواه, و أن أبا بكر و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا مجرد متطفلين على الخلافة و مغتصبين لها و أن كل من بايعهم كافر بالكتاب و السنة المطهرة. و الإمامية الإثنا عشرية يعتقدون بالوصية الإمامية حيث أن الإمام قبل وفاته يوصي بالإمام الذي سيخلفه, و بالتالي فلا مجال لأن لإختار الناس خليفتهم مادام أن الإختيار من طرف الإمام السالف ركن من أركان الإسلام-عندهم- لذلك تجدهم مؤمنين بإمامة علي بن أبي طالب بدءا من بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم مباشرة, حتى و إن تولى الخلافة أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله تعالى عنهم. و ترجع بداية تأسيس الشيعة إلى عهد النبي صلى الله عليه و سلم حسب اعتقادهم و ذلك إيهاما منهم الناس على أنهم على صواب , بينما أن معظم المؤرخين قد اختلفوا في تاريخ تأسيس هذه الجماعة, فمنهم من يرجع ظهور هذا المذهب إلى الفترة التي تلت وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة و هناك من يرجع ذلك إلى عهد عثمان و هناك من يقول أن الجماعة ظهرت في عهد علي و هو الراجح عند الجماهير باعتباره الإمام الأول في إعتقادهم. إن الشيعة الإمامية تعتبر جل أئمتها منحدرون من سلالة الرسول الأكرم عن طريق فاطمة رضي الله تعالى عنها, و يتسلسلون واحدا تلو الآخر, بحيث يرث الخلف الإمامة عن والده - السلف- بأمر منه عن طريق الوصية.و يعدد الشيعة أئمتهم بإثني عشر إماما, و هم كالتالي: علي بن أبي طالب: 23 ق.ه - 40ه الحسن بن علي: 3 - 50 ه الحسين بن علي: 4 - 61ه علي زين العابدين بن الحسين: 38 - 95ه محمد الباقر بن علي: 57 - 114ه جعفر الصادق بن محمد : 83 - 148ه موسى الكاظم بن جعفر: 128 - 183ه علي الرضا بن موسى :148 - 203ه محمد الجواد بن علي: 195 - 220ه علي الهادي بن محمد :212 - 254ه الحسن العسكري بن علي: 232 - 260ه محمد المهدي بن الحسن: 256 ه معتقدات الإمامية الاثنا عشرية: العودة: يعتقد الشيعة أن الإمام محمد المهدي بن الحسن إمامهم الثاني عشر قد غاب إثر دخوله سردابا في منزل أبيه و لم يعد منذ ذلك الحين, و يزعمون أنه ابن أربع سنوات حين غاب و قيل ابن ثماني سنوات, -غير أن معظم المؤرخين يجمعون على أن هذا الزعم من وضع الشيعة و لا أصل له في حقيقة الأمر-, كما يؤمنون بعودته ليحكم الأرض و يملأها عدلا بعدما ملئت جورا. هذا المعتقد الخاطئ بعودة الأئمة معتقد أهل الشيعة وحدهم, و هو معتقد ينافي العقيدة الصحيحة لديننا الحنيف, لأن الميت لن يعود للحياة أبدا إلا أن يبعثه الله يوم القيامة. التقية: التقية هي أن يظهر الرجل ما لا يضمره, حتى يكسب قلوب العباد و يحافظ على المال و الأهل و الولد و المعتقد, و هو مبدأ متجدر عند الشيعة , حيث نسبوا أحاديث كثيرة لأئمتهم في هذا الصدد, و من ذلك قولهم: تسعة أعشار الدين في التقية, و قولهم كذلك لا دين لمن لا تقية له. كما أنهم يعتقدون أن عليا إبن أبي طالب قد بايع أبا بكر و عمر و عثمان من باب التقية فقط لآ من باب الموالاة الحقة. و التقية عند الشيعة ركن لابد منه, بينما هي في حقيقة الأمر ضرب من ضروب النفاق. العصمة: يظن الرافضة أن العصمة خاصية من خصائص أئمتهم, و أنهم جبلوا على الحق, فلا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون, كما أنهم لا يذنبون و لا ينسون أيضا لأنهم أهل العصمة. أما في حقيقة الأمر فالعصمة ثابتة في حق النبي صلى الله عليه و سلم وحده و أما غيره فخطاء لا محالة, مصداقا لقول الرسول الأعظم : كل بني آدم خطاؤون و خير الخطائين التوابون. العلم: العلم كالعصمة عندهم لا أحد أجذر به من أئمتهم لأنهم يزعمون أن الأئمة كلهم قد أخذوا عن الرسول صلى الله عليه و سلم العلم و أن كل واحد منهم أوتي من العلم ما يناسب زمانه, بل يعتقدون أنهم على دراية تامة بعلم الرسول صلى الله عليه و سلم و أن الفرق بين الإمام و الرسول يكمن في الوحي فقط بحيث أن الرسول يوحى إليه و الإمام لا يوحى إليه , أما ما عدا ذلك فلا اختلاف بينهم فيه على حد زعمهم. المعجزات: ينسب الشيعة أمورا خارقة للعادة لأئمتهم بحيث يجعلونهم بمثابة الأنبياء مما يجعل المعجزات تجري على أيديهم, كما اعتبروا المعجزة بمنزلة الدليل القاطع على إثبات الإمامة من طرف من إدعى ذلك في حال انعدام وصية السلف. المتعة: يظن الشيعة أن التمتع بالنساء أفضل عادة قد يعتاد عليها المرء, و أن زواج المتعة من أحسن القربات معللين ذلك بقوله تعالى: فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة. غير أن زواج المتعة لا يعدو أن يكون زنا, لأنه مقرون بمدة يتم الإتفاق عليها مسبقا, مما يصيره حراما بينا. مصحف فاطمة: يعتقدون بوجود مصحف فاطمة يكبر مصحفنا بثلاث مرات و أن ما فيه ليس في القرآن الكريم, فقد روى أحد أكبر علمائهم المسمى الكليني عن جعفر الصادق أنه قال : و إن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام, قال فقلت و ما مصحف فاطمة؟ قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه حرف واحد من قرآنكم. و هذا مما يفضح زيف اعتقادهم, لأن فاطمة رضي الله عنها لم تكن رسولة و لا نبية يوما حتى يوحى إليها كتاب. البراءة: يصفون الصحابة الأطهار بأقبح الصفات و إني لأستحيي أن أعددها للقراء الأعزاء في هذا المقال لما فيها من كذب و زور و بهتان في حق أفضل جيل مر على الأرض و أطهر صحابة و أصفاهم, و يتبرأون منهم خاصة أبا بكر و عمر و عثمان رضي الله تعالى عنهم جميعا, باعتبارهم قد أخذوا الخلافة غصبا من علي بن أبي طالب الأولى بها كما يزعمون, كما ينعتون عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بأرذل الصفات مصدقين حادثة الإفك عنها مثلما رواها المنافقون. و عليه فهم يكفرون كل مسلم يثني على الصحابة الكرام و يعترف بأحقيتهم في الخلافة, عيد غدير خم: هذا اليوم يصادف اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من كل سنة قمرية و هو يوم عيد و فرح عند الشيعة حيث اعتبروا صيامه سنة مؤكدة, و يعظمونه على عيدي الفطر و الأضحى, باعتباره اليوم الذي أوصى فيه النبي صلى الله عليه و سلم بخلافة علي بن أبي طالب من بعده. عيد بابا شجاع الدين: هو عيد يصادف التاسع من ربيع الأول, يحتفلون به تكريما لأبيهم أبا لؤلؤة المجوسي الملقب ببابا شجاع الدين, الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, لأنهم يعدون عمر بن الخطاب صنما من أصنام قريش و بالتالي يحسبون الذي قتله بمنزلة البطل الذي أطاح بالاستبداد, لذلك تجدهم يحتفلون بهذا اليوم و يعظمونه. موسم النياحة و العزاء: يقيمون موسما للنياحة و العزاء و ضرب الصدور في العشر الأوائل من شهر محرم الحرام, معتقدين أن ذلك قربى إلى الله تعالى, و أنهم يحتسبون الأجر عند الله و المغفرة منه, و أن ذلك يكفرالسيئات و يرفع الدرجات, و تقام هذه المواسم في كربلاء و النجف و قم على وجه الخصوص. تحريف القرآن الكريم: يقول معظم علماء الشيعة بتحريف القرآن الكريم و لعل أكثر كتبهم تبيانا لهذا المعتقد الزائف كتاب :فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب, للحاج ميرزا حسين بن محمد تقي الطبرسي, كما يولون تعظيما خاصا لعلمائهم القائلين بهذا الزعم كالنوري الطبرسي و سليم بن قيس الهلالي و محمد الفيض الكاشاني و محمد باقر المجلسي و يوسف البحراني ونعمة الله الجزائري و غيرهم. يقول أبو الحسن العاملي : ( وعندي في وضوح صحة هذا القول - أي تحريف القرآن وتبديله - بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة ) ورد هذا القول في المقدمة الثانية في الفصل الرابع لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار. ويقول الشيخ نعمة الله الجزائري : ( إن تسليم تواتره -القرآن - عن الوحي الإلهي ، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين ، يفضي الى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة ، الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا ، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها ) من كتاب الأنوار النعمانية ج 2 ص 357. حقدهم لأهل السنة و الجماعة: يكن الشيعة حقدا و ضغينة لأهل السنة و الجماعة و يعتبرونهم كفارا تجب معاداتهم و مقاتلتهم إذا إقتضت الضرورة. فقد قال نعمة الله الجزائري في حكم أهل السنة : إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي -الناصب: جمعه نواصب و هو لقب أهل السنة و الجماعة عند الشيعة- تقديم غير علي عليه في الإمامة .من كتاب الأنوار النعمانية/206، 207. وعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني اتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل. ورد في كتاب وسائل الشيعة 18/463، و بحار الأنوار 27/ 231. وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس و قال الكليني: إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا. من كتاب الروضة 8/ 135. و من هنا يتضح جليا الحقد الدفين الذي يضمره الشيعة على اختلافهم لأهل السنة و الجماعة. إن ما أوردته في هذا المقال الموجز مجرد لمحة بسيطة قصد اتخاذ الحيطة و الحذر من شر المد الشيعي داخل الوطن و خارجه, و بغاية التحفيز من أجل البحث المعمق في حيثيات الموضوع حتى يتسنى للقارئ الوقوف عن كثب على بطلان مذهب الشيعة وفساد عقيدتهم و إني لأستحيي أن أذكر غير هذا لما فيه من نفاق و كذب و افتراء. و من يقرأ كتبهم و مراجعهم كبحار الأنوار, و الكافي ,و بشارة الإسلام, و وسائل الشيعة, و الأنوار النعمانية ,و مرآة الأنوار و مشكاة الأسرار, و غيرها كثير من الكتب الشيعية تمكن من الوقوف على معتقداتهم عن كثب, كما أن هناك كتب و مؤلفات علماء أهل السنة و الجماعة في هذا الصدد.