يسعدنا غاية السعادة أن نهنئء الجميع بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، ونبارك للمخلصين خطواتهم الميمونة في اتجاه قبة البرلمان، خطوات صعبة لكن ليست مستحيلة، وأملنا أن تنجح تجربة هذه السنة في بروز أسماء لايهمها المال والاغتناء ،بل يهمها المواطن والوطن ومصالحه العليا،خاصة بعد الذي حدث ويحدث في كل أنحاء العالم العربي من تونس إلى سوريا " البرلماني" كما عرفناه عنوان مقالنا المتواضع الذي نطل به على قرائنا الأعزاء لنقربهم من تجربة حياتية فهمنا منها ماتعنيه السياسة وما معنى أن تكون برلمانيا،وما معنى أن تحمل هموم الألاف من المواطنين وتتحمل الأمانة والمسؤولية معا وأشياء أخرى..تجربة عاشتها إحدى قرى الأطلس المتوسط خلال بداية التسعينات وكانت تجربة فريدة وعجيبة ساعدتنا كثيرا ومكنتنا من اتخاذ موقف جريء وبريء وبسيط للغاية، وهو التبول على مقرجماعتنا القروية خلسة كأسلوب حضاري وكنوع من أنواع الاحتجاج وكيف لا، ولم نكن نملك حتى نقود الحمام ولا دريهمات تمكننا من شراء دفتر وقلم وسيجارة... " البرلماني" الوسيم كان يقام له ويقعد وكان يتقن السياقة ومتعجرف إلى حد كبير، وكان يضحك في وجوه الناس ويتقن الضحك عليهم..وبلغت به الوقاحة إلى استمالة نخبة من رجال التعليم ومن سماسرة الانتخابات وحتى بعض الوجوه النسائية التي تتقن القوادة وتتفنن في بيع اللحم البشري..ضحايا البرلماني كثر، ومن بينهم عمال مياومون وبنات البلدة الفقيرة واللاتي كن يسلمن أجسادهن مقابل المال حتى انتشر خبر البورنوغرافيا الرخيصة وكان الاستغلال الذي كان يمارسه هذا المخلوق الشيطاني بشعا للغاية ولا من يحرك ساكنا..الكل كان يلهث وراء المال ،وكانت الورقة النقدية من فئة مائتي درهم رائجة وحتى بناته وزوجته لم يتوقفن عن توزيع المال يوم الاقتراع في انتظار فوز البرلماني العجيب الذي كان يمارس نفاقا عجيبا وكان يبرع في التسويف وإتقان الكلام المعسول،وكان معظم شباب المنطقة يطلبون وده ويفرحون كثيرا عندما يصافحونه.. البرلماني العجيب صفع في أخر المطاف صفعة مدوية وانهزم رغم الأعداد الهائلة من الأكباش التي ذبحت وشويت ورغم المجموعات التي زارت مقامه اللعين من كل المناطق المجاورة وقدمت له الطاعة العمياء رغم أنه لايفقه في دروب السياسة إلا الكذب والبهتان..البرلماني اللعين كان يزور المنطقة بسيارات فاخرة ويتباهى أمام الناس ويدعو زملاءه إلى رحلات القنص متناسيا ماضيه مع المنجل و*التباندة* وما عاناه قبل أن يتحول إلى مدرسة *زنقة زنقة* بفعل المال ومصاهراته وعلاقاته المشبوهة..كان اللعين يوزع الشانطات المملوءة بالأوراق المالية على باعة الخمور وبعض محترفي بيع الخضروات ومن يتقنون القوادة لا القيادة في عمق جبال الأطلس المتوسط..وقد تمكن بعض الأذكياء منهم من الهروب بالمال الانتخابي إلى مناطق أخرى وأقاموا فيها وباشروا العمل في مشروعات بنيت رؤوس أموالها على أموال الحملة الانتخابية التي قادها البرلماني العجيب..كان هذا الأخير*تايشحف* العمال المياومين.. ينتظرون يوم السوق للتبضع بعد الحصول على مقابل عرقهم.. وكان " البرلماني" يموه ويتلاعب بهم كما كان أصدقاؤه يتفننون في إخبارهم بأن البرلماني سافر إلى العاصمة أوغادر إلى الخارج..وبقيت أمال الألاف معلقة وعصف اللعين بأحلام الشباب، واغتنت مومسات القرية واشترين الذهب ومنهن أخريات تحصلن على بقع أرضية وشيدن منازل صغيرة احتضنت* تاقواديت* بالمعنى الحقيقي، وكان المقابل الذي يدفعه الزبون يتراوح بين عشرة إلى عشرين درهما..وتخرج من مدرسة البرلماني اللعين الكثير من اللقطاء والمطلقات و*السكايرية* و*الشماكرية*وعم الظلام وانتشرت الظلمة وذهبت أحلام الكثيرين في مهب الريح..إنه البرلماني الذي صرف ملايين الدراهم على حملته الانتخابية وجاءه الخبر اليقين لما فاز مرشح أخر من نفس الدائرة وتبخرت أحلام البرلماني المقذوف به بحول الله تعالى في نار جهنم لأنه ببساطة شديدة ينتمي إلى مدرسة صاحب* زنقة زنقة* وساهم في كثير من المشاحنات والخلافات بين قبائل المنطقة، واستغل موقعه ونفوذه وعلاقاته في التأريخ لسجلات من الظلم شملت بعض الأراضي وأساءت إلى صورة المنطقة برمتها حتى صارت الكلاب تعيث فيها فسادا والحمير تتجول بين أزقتها في عز شهر رمضان المبارك ،وأكوام الأزبال في كل مكان في انتظار مكنسة العلي القدير جل جلاله التي نرجوأن تعجل برحيل أمثال هذا اللعين عن القبة الشريفة المقابلة لمقهى*باليما* بالرباط العاصمة حيث تذبح أمال الملايين وتتم الصفقات، وغير بعيد عنها تقع المحلات التجارية الفاخرة التي يتم فيها شراء ربطات العنق و*الكوستيمات* السوداء من أموال الشعب ومن خيرات هذا الوطن العزيز أجمل وطن في العالم..والله تعالى نسأل أن يلعن كل الظالمين والخونة وأن يوفق المخلصين والشرفاء في الوصول إلى قبة البرلمان بأمان،وما على المتطفلين والسماسرية* إلا اتقاء الله في أنفسهم والاعتبار مما جرى ويجري في كل العالم..لقد حان وقت المحاسبة قبل الحساب الذي ينتظرنا جميعا يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم..أما إذا سألنا عزيز أوصديق أو زميل : لمن ستمنحون صوتكم؟ فببساطة البسطاء وبتواضع المتواضعين المخلصين نقول: صوتنا لكل المظلومين وصوتنا كذلك لمغربنا الحبيب ولشعاره الخالد: الله الوطن الملك..نستودعكم الله،أي بالسلامة عليكم إيلا ماشدوناش...عرفتوا شكون هوما؟..البرلمانيين الماجيين *يسلخونا* مرة أخرى.. وليس رجال الأمن وفقهم الله تعالى ،كما وفق عناصر الفرقة الأولى بالرباط مساء الأربعاء الماضي في اعتقال عشاق*الكريساج* و* النايكات* أحفاد صاحب باب العزيزية الذي تحول إلى جرذ أبرص وحوله ثوار ليبيا إلى *شوهة*ودقت ساعة الحسم التي تفوه بها يوم الخميس المشهود.. ودامت لكم متعة القراءة ومن العلي القدير نرجو التوفيق لنا ولكل من لايخاف في الله لومة لائم والسلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركاته.. وإلى عمل قادم إن شاء الله.