مع اقتراب المواعيد الإنتخابية،تبدأ فترة زمنية مثيرة للغاية لا نجد لها مثيلا في أي بقعة من الأرض.وبالتالي فهي made in morroco بامتياز.إنها فترة تسبق الحملة الإنتخابية الرسمية بشهور وتكاد تكون مشروعة بسبب تغاضي الجميع الطرف عنها.فترة يلجأ خلالها المرشحون القدماء، الذين ألفوا الرضاع من ثدي الجماعة المحلية الذي شح لقلة الفطام،إلى أساليب لاستمالة الناخبين تختلف من مرشح لآخر.وكلها في النهاية تلتقي في كونهاتستغل عنصرين أساسين لدى المواطن البسيط هما الأمية والفقر.فهذا مرشح ينشط في هذه الفترة في استخراج وثائق إدارية للمواطنين(عقود ازدياد،شواهد إدارية...) فتلفي ذلك المواطن يمجد ذلك المرشح ويقر أنه لولاه لما حصل على تلك الوثائق جاهلا أنها من حقوقه.وبذلك يضع نفسه وكل أسرته رهن إشارة المرشح في أي استحقاق.وهذا رئيس جماعةينتظر حتى هذه الفترة فيعلن انطلاقة مشاريع ترقيعية سرعان ما تنال إعجاب الفئة الفقيرة والأمية التي تشكل أغلبية سكان الجماعة المحلية،فتجدهم ينهالون عليه بالمديح والتبجيل ناسين المدة التي قضاها دون أن يلتفت إليهم.هذان مثالان بسيطان من أمثلة كثيرة من أساليب ينهجها المرشح لتزيين صورته الانتخابية أمام فئة تشكل نسبة كبيرة من الناخبين المتواجدين خصوصا بالبوادي والذين لا يميزون بين المرشحين من حيث مستواهم الثقافي وبرنامجهم الانتخابي بقدر ما يميزون بينهم بالإكراميات التي يقدمونها لهم في هذه الفترات،وهي لن تغير من معيشتهم شيئا ولن ترقى بالخريطة السياسية في هذه المناطق،وستبقى دار لقمان على ما هي عليه إلى أن يأتي جيل لا يؤمن إلا بصوت العقل والذي يقول :"الرجل المناسب في المكان المناسب"