أستسمحكم أن تفتحوا أذانكم قبل أعينكم، لتعرفوا أن البورجوازية الجزائرية التي حملت الإستقلال على أكتافها بعد مساندة بطولية لجيش التحرير المغربي تم احتضانها من طرف جينيرالات ما بعد ديكول وفرانكو ضد النزعة الوطنية الجزائرية التحررية، فكيف إذن لطغمة من المتآمر...ين ضد تحرر بلدانهم ومنطقتهم أن "يناضلوا" و "يدافعوا" عن الآخرين إذا لم تكن لهم دوافع وهواجس للتفرقة والتجزئة والتقسيم. هكذا سينقلب بومدين على بنبلة ؟. والنتيجة أمام أعيننا وتحت مجهر التاريخ. إن النظام الجزائري الحاكم ومعه جينيرالات "الشاي" و "السكر"، قد تورطوا في قضية يشهد التاريخ على أنها بسبق إصرار وترصد وبهدف زعزعة استقرار المنطقة والتحكم فيها، و تقزيم المغرب وإضعافه على حساب مصالحهم الشخصية، ولكم في مواقف بعض الأصوات الجزائرية الحرة والمناضلة خير دليل. والتي تنادي بمغربية الصحراء. أيها المغرر بهم: إن قطار التنمية والازدهار وحرية التعبير وحقوق الإنسان قد قطعت أشواطا كبيرة في المغرب، ولازال الطريق شاق وأصعب، غير أن تراكمات الماضي ونضالات شعبنا وقواه الحية والإرادة الملكية للعهد الجديد، لا يمكنها بحال من الأحوال أن تؤثر في مسيرة التحرر والاستقلال، فقد أبان أجدادكم وآباءكم عن قدرة فائقة ونضال مستميت في بناء الدولة المغربية وتحريرها من قبضة الاستعماريين الغاشمين لفرنسا وإسبانيا، واليوم هاهي فرصتكم للانخراط في مشروع التأهيل وإعادة التجديد، وبناء المؤسسات الحديثة والدولة الديمقراطية، فلا وقت لمزيد من "التآمر" و "التخابر"، فمستقبلكم مرتبط بالمغرب كما ماضيكم وحاضركم، فعجلوا بالجلوس وضمائركم واحتكموا لقوانين التاريخ والحضارة، ذلكم مخرجكم الوحيد، أما الجزائر التي دفعتكم ودعمتكم لإشعال فتيل الفتنة بالعيون يوم الثامن الأسود ها هي تنكرت لكم أمام المنتظم الدولي، وجعلتكم أمام أعين العالم المحايد "مجرمي حرب" و دعاة فتنة، فلم يعد فرق بينكم وبين "الإرهابيين" الذين يطالب الجميع برؤوسهم؟ نتمنى أن تجلسوا لنتحاور بالحجة والدليل فحق المغاربة أجمعين أولى من حق الصحراوي والوجدي والريفي والأطلسي، تلكم قواعد الإنسانية التي لا محيد عنه أبو أنس