يحيل مفهوم رواد إلى معنى سام ورفيع يفيد النبوغ والقيادة والإيجابية إلا أننا في هذا المقال يرتبط هذا المفهوم بمعنى قدحي ملتصق بمن يمتهنون الكتابة الصحفية...لنقول في البداية تحية إجلال واحترام لكل من يتخندقون في صف الكتابة الصحفية النبيلة المبنية على احترام المبادئ واحترام الذات..الساهرين على نقل هموم الناس من غير تحيز ولا نفاق ... ..لكن في مقابل هذا السمو الإنساني ، نستثني بعض من يدعون الكتابة الصحفية ..ولا تربطهم بهذه المهمة النبيلة أية صلة ...حيث يعمدون إلى اتخاذ ما يكتبون مطية لتحقيق مآرب مادية أو تقربا لجهات معينة لتلميع الصورة والتمكين لوضعية اجتماعية معينة..منعهم ضعفهم الفكري وضعف مناعتهم الاخلا قية من تبوئها...هؤلاء هم رواد الأقلام المأجورة الذين تؤدى لهم الإتاوات وتقضى مصالحهم بناء على مقال صحفي ركيك ،إن كان حقا يستحق تسميته بمقال والحال أنه عكس ذلك تماما..إن محترفي الكتابة الصحفية الذين يزورون الحقائق ...ويحاولون تلميع صورة قاتمة مظلمة.....لاشك أن المجتمع سيلفظهم إلى مزبلة التاريخ لأنهم ليسوا مرآة حقيقية تعكس هموم المواطنين ...فلماذا يصر هؤلاء على المضي في هذا الدرب القصير... إنها لغة المصالح التي تعمي البصر والبصيرة وتفقد الرزانة والتفكير وتفتح الباب أمام هوى النفس ورغبتها في النيل والفوز على حساب المبادئ الرشيدة ..التي من غيرها يفقد الإنسان هويته الحضارية...إن الكتابة الصحفية أول ما تستدعي تحصين الذات مبدئيا للحؤولة دون انفلاتها إلى مغانم يطويها الزمن...ثم التكوين الذاتي اليومي المبني على القراءة الهادفة.. التي تروم نقل الخبر بإنصاف ودون تحيز لجهة معينة ....وفي الأخير أهمس في أذن أصحاب الأقلام المأجورة ...عليكم أن تقلعوا على هذا الدرب الضيق الذي تنتفي فيه المبادئ وتحضر المصالح القريبة والمنتهية تاريخيا...وأحيي من هذا المنبر كل كتابة صحفية تنقل الأحداث بأمانة ودونما مزايدات وحسابات ضيقة.