كغيرهم من سكان المغرب العزيز ،شارك سكان جماعة تابية في الانتخابات الأخيرة بكل عواطفهم وأحاسيسهم وساهموا بالغالي والنفيس من أجل اختيار من يمثلهم ويشرفهم أحسن تشريف ،آملين أن تتحسن ظروف معيشتهم عن طريق إصلاح وصيانة البنيات التحتية الهشة حينا والمنعدمة أحيانا كثيرة ،ويتمنون أن تعود المنطقة ربيعا ويغرد الطير الشادي ويفرحون بمجلس يكون في مستوى تطلعاتهم ، لكن تجري الرياح بما لاتشتهيه السفن ،أصبح المجلس الجماعي صورة مصغرة لغابة وأصبح كل ممثل ذئبا لأخيه الممثل ،هم الواحد منهم هو البحث عن هفوة للزج بزميله في السجن ،كيف يعقل هذا ، وكيف يعقل أن يكون السيد الرئيس الذي يجب أن تتوفر فيه ما لا يتوفر في غيره من خصال ، أكثرهم اتهاما في المحاكم بثلاثة ملفات أولها يتعلق بجنحة الارتشاء وثانيها بتهمة تكوين عصابة ليلية واعتراض سبيل سيارة من خلال غلق الطريق بالصخور ورشق المارة بالحجارة لنية في نفس يعقوب ،وثالثها مِؤخرا إثر ملاسنات بين بعض ممثلي المجلس حول سيارة المصلحة أو الجماعة ،التي أصبحت على حد تعبير أحدهم ملكا للرئيس وحده لايريد أن يشاركه أحد في استعمالها حتى لو تعلق الأمر بمصلحة الجماعة ،وهنا سأعرج على موضوعين في نفس السياق : موضوع سيارة الإسعاف التي اقتنيت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتم تفويتها في ظروف سياساوية لجماعة فم الجمعة بدعوى انعدام مرأب وسائق بالجماعة ، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا : لماذا لم تفوت سيارة الجماعة أو بالأحرى سيارة الرئيس لنفس الجماعة تبعا لنفس الذرائع السابقة ؟وعندما أراد السيد الرئيس أن يزيد الطين بلة اقتنى دراجتين ناريتين لمصلحة الموظفين ، لكن المقربين فقط هم المستفيدون فتراهم يتجولون على غرار رئيسهم ، لا يفرقون بين مصالحهم الشخصية ومصالح الجماعة حتى إن الواحد منهم (الرئيس وموظفه المقرب ) يستعمل هذه الوسيلة لجلب الماء من البئر . أما الدارجة النارية الأخرى فلا زالت قابعة في بهو في الجماعة استعملها الرئيس كطعم سيفوز به كل موظف يخضع لابتزازاته ويكون له سندا عندما يتعلق الأمر باختلاس أو تزوير أو ماشابه ذلك . لماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ولماذا هذا التلاعب بأموال الدولة ؟ لماذا نجعل ممتلكات الدولة ملكا لنا ؟ لماذا نرتمي إلى مهام ليست في مقدورنا ؟ لماذا نهون التلاعب بأموال الفقراء والمساكين ؟. رجاء ساكنة جماعة تابية وأملهم الوحيد الذي يستمسكون به ، هو تدخل السلطات الوصية لإنهاء مسلسل التلاعبات ووضع حد للامبالاة التي عششت في أدمغة المجلس ، ليعتبر كل من سولت له نفسه ذلك، خاصة هؤلاء الرؤساء الذين يعتبرون أنفسهم فوق الكل ، ويلجؤون إلى الشطط والبحث عن الاغتناء على حساب الفقراء ويستغلون الثقة الموضوعة فيهم خلال الانتخابات للمكر والخداع غيور [email protected]