قال الدكتور سعد الدين العثماني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه لا بديل عن كتابة الأمازيغية بالحرف العربي، وإنه لا يمكن لمجموعة قليلة أن تقرر في مصير تغيير حرف كتابة الأمازيغية. وأضاف العثماني في حوار مطول مع "التجديد" ننشره في عدد الغد في ملف خاص عن موضوع حرف كتابة الأمازيغية، أن «الأمازيغ اختاروا الكتابة بالحرف العربي، واختاروا أن يسموا أبناءهم بأسماء عربية تيمنا بأسماء الأنبياء والصحابة، واختاروا أن يكتبوا ويدرسوا أمازيغيتهم بالحرف العربي أسوة بباقي الشعوب الإسلامية التي اختارت نفس الاختيار»، وأضاف قائلا: « والأمازيغ أيضا اختاروا أن تكون لغتهم الرسمية هي اللغة العربية، وهذا اختيار ذاتي، وقد ثبت أن هذه العملية تمت من قبل المرابطين بالأساس، وهم الذين عمموا استعمال الحرف العربي، وأخذوا به واستعملوا اللغة العربية في مراسلاتهم، وأكد على هذا المنحى أيضا الموحدون و من أتى بعدهم، وهذا لم يفرض على الأمازيغ، يقول العثماني، وإنما كان اختيارهم عن اقتناع ورضى وطواعية ووعي». واعتبر العثماني الدعوة إلى تغيير حرف كتابة الأمازيغية من العربي إلى اللاتيني قطيعة مع الإرث الثقافي الأمازيغي والمغربي بصفة عامة، وقال إن هذه الدعوة استمرار للدعوات الاستعمارية التي بدأها الأنتروبولوجيون الاستعماريون في القرن التاسع عشر. وأضاف نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن المبررات التي يطرحها أصحاب الدعوة إلى الحرف اللاتيني مبررات واهية ولا أساس لها، حيث أن تسمية الحرف اللاتيني بالكوني مغالطة كبيرة، برأي العثماني، واستدل على ذلك بكون ملايين الآسيويين وسكان العالم الإسلامي لا يستعملون الحرف اللاتيني، وهذا كاف لينزع عنه صفة الكونية، كما أن مبرر التقدم التكنولوجي لا يطرح عائقا أمام الحرف العربي بحكم تداوله الواسع. وعن حظ حرف "تيفيناغ" في هذا الموضوع، صرح العثماني أنه ليس ضد استعماله مبدئيا، ولكن ذلك «يطرح إشكالات بيداغوجية وتربوية معقدة يصعب تجاوزها... ولهذا أرى أنه من مصلحة الأمازيغ، يضيف العثماني، ولمصلحة اللغة والثقافة الأمازيغيتين، يجب أن نستمر في كتابة الأمازيغية بالحرف العربي». وختم العثماني قائلا إنه يستبعد أن يتبنى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الحرف اللاتيني أو حرف "تيفيناغ" لكتابة الأمازيغية للاعتبارات السالفة الذكر، وقال: «أظن أن كثيرا من الإخوة أعضاء المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يدركون خطورة القرار الذي سيتخذ في هذا الموضوع، وأنا عندي ثقة أن كثيرا منهم مع تبني الاستمرار في الكتابة بالحرف العربي، لأسباب علمية وعملية، لأن أي موقف آخر سيثير جدالا ونقاشا قويا وسيؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة لدى الشعب المغربي.» يذكر أن المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سيجتمع يوم الإثنين المقبل (23 دجنبر 2002)، ومن بين النقط المطروحة على جدول أعماله، النظر في النقاش المثار حول حرف كتابة الأمازيغية. وكان المعهد قد كلف لجنة من ستة أساتذة باحثين لسانيين بإعداد دراسة مفصلة حول إمكانيات كل حرف من الحروف الثلاثة (العربي واللاتيني وتيفيناغ)، وحسب معلومات حصلت عليها التجديد فإن كل المؤشرات العلمية والسوسيولوجية والبيداغوجية ترجح كفة استمرار كتابة الأمازيغية بالحرف العربي.