انتقد عبد الوهاب بنعجيبة مدير أكاديمية جهة مراكش السياسات التعليمية السابقة في المغرب المعمول بها في مجال تكوين الأطر التعليمية بالمدارس الابتدائية وتدبير الموارد البشرية بها، واستدل على ذلك بوجود أصناف متعددة للمعلمين الذين يصل عددهم إلى 180 ألف على الصعيد الوطني أتوا من مشارب شتى وتلقوا تكوينا مختلفا؛ فهناك أصحاب البكالوريا وحاملو البكالوريا زائد سنتين، والمجازون والمكونون وغيرالمكونين والعرضون المرسمون وغير ذلك... وقال أن المدرسة المغربية تعيش وضعا غير طبيعي؛ فهي منقسمة إلى تعليم عتيق لم يجدد نفسه، وتعليم عصري لم ينجح في ربح التحديات المطروحة عليه.... جاء ذلك في الدرس الافتتاحي لهذه السنة احتضنه مركز تكوين المعلمين والمعلمات يوم الإثنين الماضي بمراكش تحت عنوان تكوين أساتذة المدرسة الابتدائية في إطار مشروع تنمية التربية والتكوين على صعيد الجهة. من جهة أخرى قال الدكتور بنعجيبة إن على الجميع أن يخضع للتكوين المستمر، وسيكون للأكاديمية دور في تنظيمه ضمن مخططها الأكاديمي في هذه المجال، على أن يكون قادرا على مواكبة المستجدات العلمية والتربوية. وأضاف أن الأولوية ستعطى كذلك للبحث التربوي والديداكتيكي ليقوم بدور أساسي في إصلاح المنظومة التربوية، مع دعم التحفيزات واستغلال التراكمات الضرورية المصاحبة لعملية الإصلاح والتجديد، كل ذلك بالسير تحت أرض صلبة وممنهجة ومحنكة مع التأكيد على انتظار النتائج الملموسة. وأردف مدير أكاديمية مراكش أن البحث التربوي يجب ألا ينفصل عن التدريس إذا أردنا أن نرفع من جودة التعليم في بلادنا، ولذا -يقول المتحدث- يجب أن يكون هذا البحث إشراكيا تشاركيا بين الأساتذة الباحثين والمفتشين والأساتذة على مختلف مكوناتهم. وشدد بنعجيبة في هذا الدرس الافتتاحي على ضرورة التزام الجميع بأخلاقيات المهنة وتبني مشروع المدرسة بالتصور الحديث المنوط بها كوسيلة لنقل الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة، والتي سيتولد عنها إنتاج قيم جديدة للمجتمع وإعطاء للمدرسة نفسها ذلك المفهوم الديناميكي المعهود لديها. كما قال إن دعم الأكاديمية المالي سيخصص للمؤسسات التكوين القادرة على تبني مشروع مؤسسة كاستراتيجية واضحة في الوصول إلى الأهداف المرجوة مع إعطاء الفرصة للجميع في بادئ الأمر. وفي معرض تدخل الأساتذة المكونين والمفتشين الحاضرين، حاول بعضهم تنبيه مدير الأكاديمية إلى ضرورة الاهتمام بتحفيزهم، وفتح المجال أمامهم من أجل الرقي المهني والتكويني عن طريق فتح مجالات التحول من معلم إلى معلم مدرب وهكذا... ومن جهة أخرى أوضح البعض الآخر ضرورة التعامل مع الكتب الجديدة والمناهج الجديدة ضمن مقاربة جديدة، خاصة أن هذه الكتب أحدثت بلبلة في صفوف المدرسين، مع التأكيد على ضرورة ربط الصلة الدائمة بين المعلمين المتخرجين ومراكز التكوين عن طريق التنسيق بين المفتشين والأساتذة المكونين، كما دعى المتدخلون إلى استغلال القاعات المتعددة الوسائط التي بقيت فيها العديد من الحواسيب والوسائل التعليمية الأخرى دون فائدة ترجى، كما تم الدعوة إلى تعميم التمدرس الأولي كما هو معمول به في جميع الدول، من أجل توحيد المسيرة التعليمية للتلاميذ ذلك أن أقسام الأولى ابتدائي تعرف تباينا ملحوظا بين من تلقوا هذا التعليم ومن حرموا منه. يشار أن الدكتور عبد الوهاب بنعجيبة عين هذه السنة مديرا لأكاديمية مراكش بعدما كان يشغل منصب مدير المدرسة الوطنية لتكوين الأساتذة بتطوان مرتيل. عبد الغني بلوط