الرسم القرآني معين على فهم مراد الله وفي غير الثابت والمحذوف؟ التاء المبسوطة مثلا، وهناك شيء بسيط وهناك شيء رفيع، بسيط مثلا لفظة امرأة، معروف كيف تكتب هذه التاء، لكن في بعض تجدها الأحيان مطلوقة، لماذا؟ لأنها إذا كانت تاؤها مطلوقة يريد أن يقول لك بأنها مرتبطة بعل، أي امتدت وبسطت للبعل. وهكذا فكلما كانت المرأة مذكورة في القرآن مرتبطة بالرجل ارتباطا ما في ظاهر الآية على الأقل قد تكون خائنة له، إنما نسبت إليه، سواء أكانت طيبة ظاهرة أو عكس ذلك، فإنها بتاء مطلوقة. فعندنا (امرأة عمران) هذه طيبة منحها الله كل خير فهذه كتبت تاؤها مطلوقة (وقالت امرأة عمران إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني). وعكسها (امرأة نوح) و(مرأة لوط) هؤلاء النسوة ارتبطن في ظاهر الآية لكنهما غير مؤمنات، وقد تكون مؤمنة ارتبطت بكافر مثال امرأة فرعون (إذ قالت ابني لي بيتا في الجنة) ومادامت مرتبطة بفرعون وتنسب إليه كتبت تاؤها مطلوقة، والله تعالى نجاها من بطشه وجبروته ومنحها الله ما طلبت (رب... ونجني من القوم الظالمين). وفيه امرأة خائنة وهي امرأة العزيز، وجاءتها قوتها من بعلها الذي ارتبطت به والتي تسعى إلى خيانته، ولو لم تكن مرتبطة به لتستمر قوتها لتقهر نبي الله يوسف ما كان لها شأن. فهي مرتبطة (وقالت نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا) وكما كانت مرتبطة بالعزيز كتبت بالتاء المطلوقة هكذا (وامرأت العزيز). ولكن إذا كانت المرأة حين ذكرها في القرآن غير مرتبطة ببعل (إن امرأة مومنة وهبت نفسها) أي امرأة مومنة تكتب بتاء مربوطة لأنها غير منسوبة لأحد (ورجل يورث كلالة أو امرأة). وهذا سر من أسرار القرآن، ولفظة (سنة) كذلك، فمعلوم أنها تكتب بتاء مربوطة لكن تأتي في القرآن في بعض الأحيان غير مربوطة. فكلما كانت تدل على الهلاك والانتقام إلا وكانت مطلوقة وكلما كانت تدل على الشريعة والطريقة المتبعة السمحاء إلا وكانت مربوطة.