أعلن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن تركيا تفضل ألا ترسل جنودًا إلى العراق في ظل رفض الشعب العراقي، وقال إن القرار النهائي في يد الولاياتالمتحدة. وذكرت بعض المواقع الإخبارية أن المسؤول التركي أكد في مؤتمر صحافي خلال ندوة بجزيرة مايوركا الإسبانية أول أمس أن عرض تركيا بخصوص القوات كان ببساطة استجابة لطلب أمريكي، وأضاف أن طلب الولاياتالمتحدة كان مهمًّا لأنقرة، مشيرًا إلى أن تركيا لا تتطلع إلى أن يكون لها وجود في العراق. وقال رئيس الوزراء التركي إن اهتمامنا الوحيد هو كيف نستطيع مساعدة الشعب العراقي، واستدرك قائلا لكن إذا عبروا عن رغبتهم في أنهم لا يريدوننا حقا.. ففي تلك الحالة سنقبل بالطبع هذه الرغبة. وفي إشارة إلى رفض مجلس الحكم العراقي إرسال قوات تركية قال أردوغان إنه لا يعتبر مجلس الحكم العراقي قادرًا على التعبير عن وجهة نظر العراقيين بشأن موضوع الجنود الأتراك. وقال إن الإرادة ذات السيادة في تلك الدولة الآن هي إرادة الولاياتالمتحدة كما نعرف جميعًا. وردًّا على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني أن الجنود الأتراك لن يذهبوا إلى العراق إذا قالت الولاياتالمتحدة إنها ليست فكرة جيدة، أجاب أردوغان قائلاً: هذا صحيح. وكان البرلمان التركي قد وافق الثلاثاء 7102003 على طلب الحكومة التركية إرسال قوات إلى العراق، وساد الشارع التركي حالة من الاستياء تجاه القرار، واندلعت مظاهرات احتجاج على القرار. في الوقت نفسه جدد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رفضه تدخل الجيش التركي في العراق. وقال نيجيرفان بارزاني الرجل الثاني في الحزب في مقابلة خاصة مع صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن أمس نعتقد أن تدخل أي جيش من جيوش دول الإقليم، وليس الجيش التركي فحسب، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية في العراق، مشيرًا إلى أن لكل دولة من هذه الدول خطوات خاصة عند التدخل. وتوقع بارزاني أن تصبح قوات تلك الدول إذا دخلت العراق جزءا من الصراعات والمشاكل الداخلية. ومعلوم أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن العراق لقي استجابة جزئية في أنحاء العالم، ففيما توالى الإعلان عن تقديم مساعدات لإعمار العراق، تمسكت الدول الرافضة لإرسال قوات بمواقفها. وفور صدور القرار أعلنت فرنسا أنها لن ترسل قوات إلى العراق، كما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قرار الأممالمتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح، غير أنه غير كاف للسماح بإرسال قوات روسية أو تقديم مساعدة روسية لإعادة الإعمار. وأضاف بوتين في حديث لقناة الجزيرة الإخبارية أواخر الأسبوع الماضي هذا القرار يمنح الأممالمتحدة دورًا أكبر غير أنه لا يوجد الظروف الضرورية لكي تساهم الأممالمتحدة بشكل تام في عملية السلام.